(قُل): يا محمّد، جواباً على ذلك:
(لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا): هذه قاعدةٌ إيمانيّةٌ عظيمةٌ يجب أن يؤمن بها كلّ إنسانٍ مؤمنٍ على وجه الأرض، حتّى لو كانت الإصابة سوءاً؛ لأنّنا نؤمن بأنّه من عند الله سبحانه وتعالى، فإذا رأيت مصيبةً قد نزلت بك فإيّاك أن تظنّ بأنّها تسيء إليك؛ لأنّك تثق فيمن أجراها عليك وهو الله تعالى وهو يجري هذه المصيبة لحكمة، فقد تكون تأديبيّة، هذا إن كان الإنسان مؤمناً، وفي العادة عندما يُصاب الإنسان بأمرٍ ضارٍّ فإمّا أن يكون فيه غريمٌ أو لا يوجد فيه غريمٌ، مثالٌ: إنسانٌ مَرِض، هذه مصيبةٌ أُصيب بها ولكن لا يوجد له غريمٌ ليثأر منه، أمّا إنسانٌ ضربه أحدٌ أو سرق ماله فهذا له فيها غريمٌ، فإذاً المصيبة إمّا ألّا يكون لك فيها غريمٌ فعندها عليك بالصّبر؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى أجراها عليك، وإمّا أن يكون هناك غريمٌ فيطلب الله سبحانه وتعالى منك ثلاث خطوات: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران: من الآية 134]، أوّلاً يجب أن تكظم غيظك، بعد ذلك يجب أن تعفو، ومن ثمّ عليك أن تحسن.