الآية رقم (38) - قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينِ

هذه هي دعوة الخير، وهي دعوةٌ للاستغفار والتّوبة، وباب التّوبة مفتوحٌ في الإسلام على مصراعيه، وهي دعوةٌ متكرّرةٌ للكفّ عن الخطأ.

﴿فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ﴾: السّنّة هي الطّريقة أو الكيفيّة الّتي أرادها الله سبحانه وتعالى  لمعالجة الأمور بالعدل، فقد مضت سنّة الأولّين حيث كان العذاب الّذي يعمّ الأقوام الّتي مرّت سابقاً، فإن عادوا إلى طغيانهم ووقوفهم في وجه الحقّ فإنّ الله سبحانه وتعالى يبيّن بأنّه قد مضت سنّة الأوّلين، وأنّ العذاب سيكون في الآخرة.

قُلْ: الجملة مستأنفة

لِلَّذِينَ: متعلقان بالفعل

كَفَرُوا: الجملة صلة

إِنْ: حرف جازم.

يَنْتَهُوا: مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون، والواو فاعل.

يُغْفَرْ: مضارع مبني للمجهول مجزوم لأنه جواب الشرط

لَهُمْ: متعلقان بالفعل.

ما: اسم موصول في محل رفع نائب فاعل، والجملة الفعلية قد سلف صلة الموصول.

وَإِنْ يَعُودُوا: مثل إن ينتهوا.. والجملة معطوفة.

فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ: الفاء رابطة للجواب وفعل ماض وفاعل.

الْأَوَّلِينَ: مضاف إليه مجرور والجملة في محل جزم جواب الشرط.

قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا: يعني أبا سفيان وأصحابه، أي قل لأجلهم هذا القول وهو:

إِنْ يَنْتَهُوا: عن الكفر وقتال النّبي صلّى الله عليه وآله وسلم ومعاداته بالدّخول في الإسلام، وليس المراد أنك تخاطبهم به، وإلا لقيل: إن تنتهوا يغفر لكم.

يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ: من أعمالهم، ويُغْفَرْ: فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل هو الله تعالى.

وَإِنْ يَعُودُوا: إلى قتاله.

فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ: أي تقررت سنّتنا في الذين تحزّبوا على الأنبياء بالتّدمير والهلاك، فكذا نفعل بهم.