﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا﴾: رسالة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تعمّ الزّمان والمكان، فهي خالدةٌ عبر الأزمان، وهو رسولٌ للبشريّة كلّها ولم يأت لقومٍ محدّدين، فإذاً هذه رسالةٌ للبشريّة جمعاء؛ لذلك قال صلّى الله عليه وسلّم: «أُعطيت خمساً لم يعطهنّ أحدٌ قبلي: نصرت بالرّعب مسيرة شهر، وجُعِلَت لي الأرض مسجداً وطهوراً فأيّما رجل من أمّتي أدركته الصّلاة فليصلّ، وأحلّت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشّفاعة، وكان النّبيّ يُبعَث إلى قومه خاصّة وبُعثت إلى النّاس عامّة»([1]).
﴿الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾: الله سبحانه وتعالى له مُلك السّماوات والأرض فهو الّذي يرسل الرّسول إلى أقوامٍ محدّدين أو إلى النّاس جميعاً.