الآية رقم (99) - قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ

﴿تَصُدُّونَ: تمنعون، تجعلون سدّاً وحائلاً بين النّاس وبين الإيمان.

﴿تَبْغُونَهَا عِوَجًا: تريدونها معوجّة، وليست على ملّة أبيكم إبراهيم الخليل، وكلمة عِوَجاً هنا تأتي مقابل حنيفاً، فإبراهيم عليه السلام أرادها حنيفيّة مستقيمة، واليهود عندما أنكروا كلّ ما جاء به النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم أرادوها معوجّة.

﴿وَأَنتُمْ شُهَدَاء: هم شهداء على توراتهم، والمقصود القسم الّذي بقي منها غير محرّف، فقد قال لهم الله سبحانه وتعالى: ﴿فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا﴾ [آل عمران: من الآية 93]، فالتّوراة فيها أشياء غير محرّفة، لكنّهم رفضوا أن يأتوا بالتّوراة؛ لأنّهم كاذبون.

﴿وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ: مهما عملتم من عمل بالسرّ أو بالعلن فالله مطّلع عليه غير غافل عنكم، يحصي عليكم كلّ الأقوال والأعمال، فكلّ ما حرّفه اليهود وغيّروه وبدّلوه من التّوراة ليس بخافٍ على الله، وسيجازيهم عليه.

قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ: انظر إعراب الآية السابقة من اسم موصول في محل نصب مفعول به آمن فعل ماض والجملة صلة

تَبْغُونَها عِوَجاً: فعل مضارع والهاء مفعول به والواو فاعل عوجا حال وجملة تبغونها عوجا في محل نصب حال ثانية

وَأَنْتُمْ شُهَداءُ: مبتدأ وخبر والجملة حال ثالثة

وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ: ما الحجازية ولفظ الجلالة اسمها وخبرها المجرور لفظا بالباء الزائدة، المنصوب محلا والجملة في محل نصب حال أيضا

عَمَّا: الجار والمجرور متعلقان بغافل

تَعْمَلُونَ: فعل مضارع وفاعل والجملة صلة الموصول.

تَصُدُّونَ: تصرفون.

عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ: دينه، والسبيل يذكر ويؤنث، وهو الطريق.

تَبْغُونَها: تطلبون السبيل.

عِوَجاً: مصدر بمعنى معوجة أي مسائلة عن الحق، فالعوج: الميل عن الاستواء في الأمور المعنوية كالدين والقول

والمراد هنا: الزيغ والانحراف.

وَأَنْتُمْ شُهَداءُ: عالمون بأن الدين المرضي القيم دين الإسلام، كما في كتابكم.

وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ: من الكفر والتكذيب، وإنما يؤخركم إلى وقتكم، ليجازيكم.