الآية رقم (95) - قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

يأتي الأمر: قُل يا محمّد: ﴿صَدَقَ اللّهُ، وقد قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً[النّساء: من الآية 122].

والصّدق: هو مطابقة الكلام للواقع، فالله سبحانه وتعالى أصدق القائلين؛ لأنّه هو الّذي خلق الخلق، وهو الّذي يعلم كلّ شأنهم، ولا يخفى عليه أمر.

﴿فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا: هذا يدلّ على وحدة العقائد في كلّ الرّسالات السّماويّة، فالعقيدة واحدة من لدن آدم عليه السلام إلى خاتم الرّسل سيّدنا محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم، فهي تشمل كلّ ما يتعلّق بالله سبحانه وتعالى وصفاته، والثّواب والعقاب والجنّة والنّار، والغيبيّات.

والله سبحانه وتعالىهنا يُخاطب أهل الكتاب، وكلّ أهل الكتاب الّذين وقفوا في مواجهة النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وفي المدينة المنوّرة تحديداً، فالله سبحانه وتعالى يقول لهم: ﴿قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا، ما الفرق بين الملّة والدّين؟

الملّة: تشمل العقائد والتّشريعات.

الدّين: يشمل العقيدة.

والتّشريع: يشمل الأحكام.

﴿حَنِيفًا: مائلاً عن الشّرك، فإبراهيم عليه السلام كان بينه وبين قومه، وبين أبيه وبين النّمرود مناظرات كثيرة تتعلّق بالشّرك، وكانت عبادة الأصنام منتشرة بشكل كبير في زمانه، فكان إبراهيم عليه السلام مائلاً عن الشّرك المنتشر في عصره.

﴿وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ: ورد هذا التّحديد هنا؛ لأنّ كلّ دعوة سيّدنا إبراهيم كانت بهذا الاتّجاه.

«قُلْ»: الجملة مستأنفة

صَدَقَ اللَّهُ: فعل ماض ولفظ الجلالة فاعله والجملة مقول القول.

فَاتَّبِعُوا: الفاء عاطفة أو الفصيحة والتقدير: إذا أقررتم بهذا فاتبعوا ملة إبراهيم اتبعوا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل والجملة معطوفة أو جواب شرط مقدر لا محل لها

مِلَّةَ: مفعول به

إِبْراهِيمَ: مضاف إليه

حَنِيفاً: حال

وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ: كان واسمها ضمير مستتر والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر، والجملة في محل نصب حال

حَنِيفاً: مائلاً عن الباطل إلى الحق