الآية رقم (151) - قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ

أوّل قضيّةٍ على الإطلاق هي: ﴿أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾، والشّرك بالله سبحانه وتعالى بأن تجعل له مساوياً وعدلاً من بين خلقه، الأوثان والأصنام والنّار والشّمس والقمر والآلهة من البشر.. وكلّ ما هو سوى الله سبحانه وتعالى، وهناك شركٌ أصغرٌ وشركٌ أكبرٌ، فالشّرك الأصغر هو الرّياء، بأن تعمل العمل لغير الله سبحانه وتعالى، قال النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «أخوف ما أخاف على أمّتي الشّرك والشّهوة الخفيّة»، قلت: يا رسول الله، أتشرك أمّتك من بعدك؟ قال: «نعم، أَمَا إنّهم لا يعبدون شمساً ولا قمراً ولا حجراً ولا وثناً، ولكن يراؤون بأعمالهم»([2])، والمقصود من هذا بأنّك تصلّي ليقول النّاس: إنّ فلاناً يصلّي، وتزكّي حتّى يُقال عنك: بأنّك محسنٌ كبيرٌ، تبني مسجداً حتّى يقول النّاس: إنّك بنيت هذا المسجد، تفعل الخير حتّى يُقال عنك.. فهذا شركٌ؛ لأنّك جعلت في حسبانك شيئاً غير الله سبحانه وتعالى، بعض النّاس يقول: اتّق شرّ من أحسنت إليه، وهذا كلامٌ غير مقبولٍ؛ لأنّك عندما أحسنت فإنّك أحسنت بأمر الله سبحانه وتعالى وليس لهذا الشّخص، فإذا انتظرت الإحسان ممّن أحسنت إليه فهذا من الإشراك الأصغر؛ لأنّك فعلت هذا الإحسان من أجل أن يُقال عنك: محسنٌ، أمّا إذا فعلت هذا الأمر لله سبحانه وتعالى فإنّه سبحانه وتعالى سيهيّئ لك من يحدّث عن هذا الإحسان، حتّى لو رأيت بعض النّاس قد أنكروه، لذلك فإنّ المولى سبحانه وتعالى يقول: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ ۚ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ﴾ [المؤمنون]، فالإشراك بالله سبحانه وتعالى ليس فقط أن تعبد حجراً وصنماً ووثناً وفرعوناً..، لكنّ الإشراك بالله سبحانه وتعالى أيضاً أن تعمل وأنت تنظر إلى البشر، ولا تنظر إلى إرضاء ربّ البشر.

قُلْ: الجملة مستأنفة

تَعالَوْا: فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله والجملة مقول القول.

أَتْلُ: مضارع مجزوم جواب الطلب بحذف حرف العلة واسم الموصول «ما» مفعوله.

حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور وربكم فاعله والجملة صلة الموصول لا محل لها

أَلَّا تُشْرِكُوا: أن ناصبة، تُشْرِكُوا: فعل مضارع منصوب بحذف النون والواو فاعله

بِهِ: والجار والمجرور متعلقان بالفعل.

شَيْئاً: مفعول به. والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب بدل من ما حرم ولا نافية لا عمل لها.

وَبِالْوالِدَيْنِ: اسم مجرور بالياء لأنه مثنى، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره تحسنوا.

إِحْساناً: مفعول مطلق والجملة معطوفة.

وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعله وأولادكم مفعوله.

مِنْ إِمْلاقٍ: متعلقان بالفعل قبلهما والجملة معطوفة.

نَحْنُ: ضمير رفع منفصل مبتدأ

وجملة (نَرْزُقُكُمْ): خبره

والجملة الاسمية (نحن نرزقكم): تعليلية أو مستأنفة.

وَإِيَّاهُمْ: عطف على الكاف في نرزقكم.

و لا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ: لا ناهية وفعل مضارع مجزوم وفاعله ومفعوله والجملة معطوفة

ما ظَهَرَ مِنْها: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور بعده، واسم الموصول ما في محل نصب بدل من الفواحش، والجملة بعده صلته،

وَما بَطَنَ: عطف.

وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ: الجملة معطوفة.

الَّتِي: اسم موصول في محل نصب صفة

وجملة (حَرَّمَ اللَّهُ): صلة الموصول لا محل لها.

أَلَّا: أداة حصر.

بِالْحَقِّ: متعلقان بمحذوف حال من الواو في تقتلوا أي حال ملابستكم بالحق.

ذلِكُمْ: اسم إشارة في محل رفع مبتدأ.

وَصَّاكُمْ بِهِ: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور والكاف مفعوله والميم للجمع والجملة في محل رفع خبر

لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ: لعل والكاف اسمها وجملة تعقلون في محل رفع خبرها.

وجملة (لعلكم تعقلون): تعليلية لا محل لها.

تَعالَوْا: أقبلوا.

أَتْلُ: أقرأ وأقص. «أن» مفسرة.

إِمْلاقٍ: أي فقر.

الْفَواحِشَ: الكبائر، أي ما عظم جرمه وذنبه كالزنى.

ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ: أي علانيتها وسرها.

إِلَّا بِالْحَقِّ: كالقود (القصاص) وحدّ الردة، ورجم المحصن.

تَعْقِلُونَ: تتدبرون.