الآية رقم (151) - قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ

﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ﴾: الخطاب للنّبي صلَّى الله عليه وسلَّم، المحرّمات الّتي وردت في الآيتين القادمتين محرمّاتٌ تتعلّق بالقيم المعنويّة وبالحياة الرّوحيّة، حياة القيم، وليس بالطّعام والشّراب، بينما كلّ ما ورد في الآيات السّابقة كان عن الطّعام والشّراب ما هو حلالٌ وما هو حرامٌ منهما.

﴿تَعَالَوْا أَتْلُ﴾: من التّلاوة والقراءة، لكن عندما يقول المولى عزَّ وجلّ: تعالوا، أي أقبلوا إلى أوامر الله سبحانه وتعالى بعلوٍّ؛ لأنّكم تأخذون من الأعلى، من الله سبحانه وتعالى ولا تأخذون من المساوي والمكافئ لكم من البشر.

﴿مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ﴾: ماذا حرّم الله سبحانه وتعالى؟ الجواب: هناك خمسة أمورٍ حرّمها الله سبحانه وتعالى وجعلها وصيّةً: ﴿أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ﴾: ما الفارق بين الوصيّة والأحكام؟ الجواب: الوصيّة تضمّ أمّهات المسائل في التّشريع، فعندما يموت إنسانٌ يُقال: قد وصّى هذه الوصيّة، والوصيّة تكون خلاصة تجربته في الحياة، كالوصايا الّتي وردت في خطبة النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم في حجّة الوداع حيث قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «إنّي لا أدري لعلّي لا ألقاكم بعد هذا، ألا وإنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرامٌ كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا حتّى تلقوا ربّكم فيسألكم عن أعمالكم، ألا فليبلّغ أدناكم أقصاكم، ألا هل بلّغت»([1]).

قُلْ: الجملة مستأنفة

تَعالَوْا: فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله والجملة مقول القول.

أَتْلُ: مضارع مجزوم جواب الطلب بحذف حرف العلة واسم الموصول «ما» مفعوله.

حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور وربكم فاعله والجملة صلة الموصول لا محل لها

أَلَّا تُشْرِكُوا: أن ناصبة، تُشْرِكُوا: فعل مضارع منصوب بحذف النون والواو فاعله

بِهِ: والجار والمجرور متعلقان بالفعل.

شَيْئاً: مفعول به. والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب بدل من ما حرم ولا نافية لا عمل لها.

وَبِالْوالِدَيْنِ: اسم مجرور بالياء لأنه مثنى، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره تحسنوا.

إِحْساناً: مفعول مطلق والجملة معطوفة.

وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعله وأولادكم مفعوله.

مِنْ إِمْلاقٍ: متعلقان بالفعل قبلهما والجملة معطوفة.

نَحْنُ: ضمير رفع منفصل مبتدأ

وجملة (نَرْزُقُكُمْ): خبره

والجملة الاسمية (نحن نرزقكم): تعليلية أو مستأنفة.

وَإِيَّاهُمْ: عطف على الكاف في نرزقكم.

و لا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ: لا ناهية وفعل مضارع مجزوم وفاعله ومفعوله والجملة معطوفة

ما ظَهَرَ مِنْها: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور بعده، واسم الموصول ما في محل نصب بدل من الفواحش، والجملة بعده صلته،

وَما بَطَنَ: عطف.

وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ: الجملة معطوفة.

الَّتِي: اسم موصول في محل نصب صفة

وجملة (حَرَّمَ اللَّهُ): صلة الموصول لا محل لها.

أَلَّا: أداة حصر.

بِالْحَقِّ: متعلقان بمحذوف حال من الواو في تقتلوا أي حال ملابستكم بالحق.

ذلِكُمْ: اسم إشارة في محل رفع مبتدأ.

وَصَّاكُمْ بِهِ: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور والكاف مفعوله والميم للجمع والجملة في محل رفع خبر

لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ: لعل والكاف اسمها وجملة تعقلون في محل رفع خبرها.

وجملة (لعلكم تعقلون): تعليلية لا محل لها.

تَعالَوْا: أقبلوا.

أَتْلُ: أقرأ وأقص. «أن» مفسرة.

إِمْلاقٍ: أي فقر.

الْفَواحِشَ: الكبائر، أي ما عظم جرمه وذنبه كالزنى.

ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ: أي علانيتها وسرها.

إِلَّا بِالْحَقِّ: كالقود (القصاص) وحدّ الردة، ورجم المحصن.

تَعْقِلُونَ: تتدبرون.