﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ﴾: الخطاب للنّبي صلَّى الله عليه وسلَّم، المحرّمات الّتي وردت في الآيتين القادمتين محرمّاتٌ تتعلّق بالقيم المعنويّة وبالحياة الرّوحيّة، حياة القيم، وليس بالطّعام والشّراب، بينما كلّ ما ورد في الآيات السّابقة كان عن الطّعام والشّراب ما هو حلالٌ وما هو حرامٌ منهما.
﴿تَعَالَوْا أَتْلُ﴾: من التّلاوة والقراءة، لكن عندما يقول المولى عزَّ وجلّ: تعالوا، أي أقبلوا إلى أوامر الله سبحانه وتعالى بعلوٍّ؛ لأنّكم تأخذون من الأعلى، من الله سبحانه وتعالى ولا تأخذون من المساوي والمكافئ لكم من البشر.
﴿مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ﴾: ماذا حرّم الله سبحانه وتعالى؟ الجواب: هناك خمسة أمورٍ حرّمها الله سبحانه وتعالى وجعلها وصيّةً: ﴿أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ﴾: ما الفارق بين الوصيّة والأحكام؟ الجواب: الوصيّة تضمّ أمّهات المسائل في التّشريع، فعندما يموت إنسانٌ يُقال: قد وصّى هذه الوصيّة، والوصيّة تكون خلاصة تجربته في الحياة، كالوصايا الّتي وردت في خطبة النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم في حجّة الوداع حيث قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «إنّي لا أدري لعلّي لا ألقاكم بعد هذا، ألا وإنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرامٌ كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا حتّى تلقوا ربّكم فيسألكم عن أعمالكم، ألا فليبلّغ أدناكم أقصاكم، ألا هل بلّغت»([1]).