(تُحِبُّونَ اللَّهَ): الحبّ: هو ودادة القلب، وودادة القلب لله سبحانه وتعالى لا تكون إلّا عن طريق سيّدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.
(فَاتَّبِعُونِي): أي سيروا على نهجي وعلى سنّتي وعلى سلوكي وعلى أخلاقي هذا هو الدّين، فليس الدّين أقوالاً تُصاغ ولا شعاراتٍ تُرفَع، ولا عمائم ولا لحى، وإنّما هو أعمال، (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى) [النّجم]، فالتّمسّك بالمحبّة والاتّباع والاقتداء بهدي رسول الله هو الدّين، والدّليل على ذلك هذه الآية الكريمة.
(يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ): ليس المهمّ أن تحبّ الله، لكنّ المهمّ أن يحبّك الله، هذه قضيّة هامّة، فعندما يحبّني الله سبحانه وتعالى ماذا يكون الجواب؟ الجواب: (وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ): في القوانين الوضعيّة يقول لك: إنّ هذا القانون له أثر رجعيّ، ومحبّة الله سبحانه وتعالى لنا لها أثر رجعيّ، يغفر كلّ الذّنوب السّابقة، ولو تتبّعنا كتاب الله لوجدنا أنّ الله سبحانه وتعالى في كلّ أوامره الّتي يعطيها للنّاس يكون في نهايتها غالباً: (والله غفور رحيم)، فالله سبحانه وتعالى عندما كلّف الإنسان علم أنّ بطبعه التّقصير؛ ولذلك الله يغفر الذّنوب حتّى لو أنّك عبدت الله كلّ هذه الحياة فأنت مقصّر؛ لأنّك لن تستطيع أن تعبد الله بقدر نعمه عليك، فإذاً هو ذنب يحتاج إلى مغفرة الله سبحانه وتعالى ورحمته، ونِعَم الله متعدّدة، فهناك:
– نعمة الإيجاد: فقد أوجدك من العدم.
– ونعمة الإمداد: أمدّك بكلّ هذه النّعم.
– ونعمة التّكليف.