الآية رقم (29) - قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

الله سبحانه وتعالى يعلم السّرّ وأخفى وهو يعلم الجهر أيضاً، فلا تعتقد أنّ الله غيب فلا يعلم إلّا الغيب، إنّما هو يعلم الغيب ويعلم ما تبدي النّفوس وما تُظهر، ولكلّ النّاس مجتمعين.

(وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ): والله سبحانه وتعالى لا يقتصر علمه على ما تبدي وما تخفي أيّها الإنسان، فكلّ ما في السّماوات والأرض محاط بعلمه.

(وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ): فهناك طلاقة قدرة لله سبحانه وتعالى، وهو قادر على كلّ شيء، (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) [يس].

هذه الآيات هي تربية إيمانيّة، وتدريب إيمانيّ للنّاس، ليعلم الإنسان أنّه سيجد في هذه الحياة مصاعب، وأنّ الله سبحانه وتعالى لا يريد العنت، ولا يريد الإكراه للنّاس، ولكنّه أيضاً يعلم النّوايا، فالنّيّة الطّاهرة تؤدّي إلى العمل الطّاهر، ومع ذلك فإنّ الله لا يكلّف الإنسان إلّا ما في وسعه، (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَت)   [البقرة: من الآية 286].

قُلْ: الجملة مستأنفة

إِنْ: شرطية جازمة

تُخْفُوا: فعل مضارع مجزوم والواو فاعله وهو فعل الشرط واسم الموصول «ما» مفعوله

فِي صُدُورِكُمْ: متعلقان بمحذوف صلة الموصول والجملة مقول القول

أَوْ تُبْدُوهُ: عطف على إن تخفوا ما

يَعْلَمْهُ اللَّهُ: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط والهاء مفعوله والله لفظ الجلالة فاعله والجملة لا محل لها لأنها لم تقترن بالفاء

وَيَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ: الواو استئنافية وفعل مضارع فاعله مستتر وما الموصولية مفعوله، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول والجملة مستأنفة

وَما فِي الْأَرْضِ: عطف على ما في السموات

وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ: لفظ الجلالة مبتدأ وقدير خبره والجار والمجرور متعلقان بقدير. والجملة استئنافية.

يوجد طباق في تُخْفُوا وتُبْدُوهُ، وفي مِنْ خَيْرٍ ومِنْ سُوءٍ، وفي مُحْضَراً وبَعِيداً.