الآية رقم (56) - قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ

﴿قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ﴾: أي الأصنام الّتي كانوا يعبدونها.

والنّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم لم يعبد صنماً أو حجراً أو وثناً أبداً حتّى قبل الرّسالة، وهذا هو الإيمان بالفطرة الّتي كانت عند النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فأصبح عادةً، فأراد الله جلّ وعلا أن تنتقل العادة إلى العبادة.

﴿قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾: المجرمون والمشركون يتّبعون الهوى، وعندما يبلّغ النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم النّاس ويقول لهم: ﴿قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ﴾ أي أنّ الّذي يتّبع أهواءكم سيضلّ ولن يكون من المهتدين؛ لأنّ الهوى هو خواطر النّفس الّتي تحقّق الشّهوة، فالّذي يتّبع هواه ينحرف عن الحقّ، ولا يكون من المهتدين.

قُلْ: الجملة مستأنفة

إِنِّي: إن والياء اسمها

نُهِيتُ: فعل ماض مبني للمجهول والتاء نائب فاعل والجملة في محل رفع خبر إن

أَنْ أَعْبُدَ: فعل مضارع منصوب بأن، وأن والفعل في تأويل مصدر في محل جر بحرف جر مقدر أي: نهيت عن عبادة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل نهيت

الَّذِينَ: اسم موصول في محل نصب مفعول به

تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ: فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور مرفوع بثبوت النون والواو فاعله

اللَّهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه، والجملة صلة الموصول لا محل لها

(قُلْ): الجملة مستأنفة

(لا أَتَّبِعُ أَهْواءَكُمْ): مقول القول

قَدْ ضَلَلْتُ: فعل ماض والتاء فاعله وقد حرف تحقيق.

إِذاً: حرف جواب وجزاء. والجملة مستأنفة لا محل لها.

وَما: الواو عاطفة، ما نافية لا عمل لها

أَنَا: ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ

مِنَ الْمُهْتَدِينَ: متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة معطوفة. ويمكن أن تعرب «ما» الحجازية تعمل عمل ليس و «أَنَا» اسمها والجار والمجرور متعلقان بخبرها.

نُهِيتُ: منعت وزجرت وصرفت بما أودع في من أدلّة العقل وبما أوتيت من أدلّة السّمع.والنّهي: المنع من الشيء والزّجر عنه.

تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ: تعبدون غيره، هذا هو المراد، وأصل الدّعاء: النداء لطلب إيصال الخير أو دفع الضّرّ.

لا أَتَّبِعُ أَهْواءَكُمْ: أي لا أسير في طريقتكم التي سلكتموها في دينكم من اتّباع الهوى في عبادة الأصنام، دون اتّباع الدّليل، وهو بيان سبب الضّلال الذي وقعوا فيه، وتنبيه لكلّ من أراد إصابة الحقّ ومجانبة الباطل.

قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً: أي إن اتبعت أهواءكم فأنا ضالّ، وما أنا من الهدى في شيء.