الآية رقم (21) - قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا

نلحظ أنّ الحقّ تعالى كرّر في هذه السّورة مادّة (ر ش د) عدّة مرّات: ﴿يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ﴾، ﴿أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا﴾، ﴿فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا﴾، ﴿ قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا﴾، أربعة مواضع: الرُّشد، ثمّ رَشَداً ثلاث مرّات، ولماذا لم يقل الحقّ تعالى: (قل إنّي لا أملك لكم ضرّاً ولا نفعاً)؟ فإنّ الضّرّ يقابله النّفع، نقول: لم يكن الجنّ الّذين استمعوا لرسول الله ﷺ يبحثون عن نفع، وإنّما كانوا يبحثون عن الحقّ، لذلك لـمّا سمعوا القرآن الكريم قالوا: ﴿إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ ﴾، كانوا يبحثون عن الهدى وعن الرُّشد والرَّشَد، ولا يبحثون عن نَفْعٍ دنيويّ، والرُّشد والرَّشَد والرّشاد كلّها واحد، وهي نقيض الغيّ، ولو قلنا: إنّ المقصود بهذه الآيات هم كفّار مكّة، فإنّ الله عز وجل يقول لنبيّه محمّد ﷺ: يا محمّد، قل لمشركي العرب إنّي لا أملك لكم ضرّاً في دينكم ولا دنياكم ولا رشداً أرشدكم؛ لأنّ الّذي يملك ذلك هو الله تعالى الّذي يملك كلّ شيء.

«قُلْ» أمر فاعله مستتر والجملة مستأنفة لا محل لها

«إِنِّي» إن واسمها

و «لا» نافية «أَمْلِكُ» مضارع فاعله مستتر

«لَكُمْ» متعلقان بالفعل

«ضَرًّا» مفعول به

«وَ» الواو حرف عطف

«لا» نافية

«رَشَداً» معطوف