الآية رقم (57) - قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ

﴿قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي﴾: البيّنة هي المنهج: افعل ولا تفعل، هذا حلالٌ وهذا حرامٌ، هذا يصحّ وهذا لا يصحّ، الّذي لا يريد المنهج هو الّذي لا يريد القيود، يريد أن يتفلّت من القيود.

﴿وَكَذَّبْتُم بِهِ﴾: وأنتم كّذبتم بهذا المنهج، وعندما كذّبتم بهذا المنهج قلتم: هو ليس من عند الله سبحانه وتعالى، وقلتم: لن نطبّق هذا المنهج الّذي جئت به يا محمّد، وتقولون: لو كان صحيحاً ما عند ربّك من عذابٍ فليأتنا بالعذاب، إذاً كانوا يستعجلون بالعذاب، لذلك قال سبحانه وتعالى:

﴿مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ﴾: انظر إلى صدق النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، يقول لهم: لا أستطيع أن آتيكم بالعذاب عندما أريد، لماذا؟ لأنّ الله سبحانه وتعالى قال: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ﴾، فالّذي يحكم في هذا الأمر هو الله سبحانه وتعالى، قال جلّ وعلا: ﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ (21) لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ (22) إِلَّا مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ﴾ [الغاشية]، هم تمادوا في الكفر، الاستعجال مأخوذٌ من العجلة وهي السّرعة إلى الغاية في طلب الحدث قبل زمنه، فالنّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقول لهم: هناك عذابٌ في الآخرة لمن يكفر بالله سبحانه وتعالى، فيقولون: ائتنا بالعذاب الآن، فيجيبهم النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم: ﴿مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ﴾، وهو الّذي يفصل بين النّاس يوم القيامة، ويفصل بين الحقّ والباطل.

(قُلْ): الجملة مستأنفة

إِنِّي عَلى بَيِّنَةٍ: الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر إن، والياء اسمها والجملة مقول القول.

مِنْ رَبِّي: اسم مجرور بالكسرة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم والياء في محل بالإضافة، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة «بَيِّنَةٍ» .

وَكَذَّبْتُمْ بِهِ: فعل ماض، تعلق به الجار والمجرور والتاء فاعله. والجملة في محل نصب حال بعد واو الحال.

ما: ما نافية

عِنْدِي: ظرف زمان منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم. والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة

ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ: مضارع تعلق به الجار والمجرور، والواو فاعله واسم الموصول

ما: مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، وخبره الظرف عندي. وجملة تستعجلون الفعلية صلة الموصول لا محل لها.

إِنِ: نافية بمعنى ما

الْحُكْمُ: مبتدأ مرفوع

إِلَّا: أداة حصر

لِلَّهِ: متعلقان بمحذوف خبره والجملة مستأنفة

يَقُصُّ الْحَقَّ: فعل مضارع ومفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، والجملة في محل نصب حال.

وَهُوَ: الواو حالية هو مبتدأ

خَيْرُ: خبر

الْفاصِلِينَ: مضاف إليه مجرور بالياء، والجملة في محل نصب حال.

بَيِّنَةٍ البيّنة: كلّ ما يتبيّن به الحقّ من الحجج العقلية أو الأدلّة الحسية، ومن ذلك سميت الشهادة بيّنة.

يَقُصُّ الْحَقَّ: يذكره، والقصص: ذكر الخبر أو تتبع الأثر.

الْفاصِلِينَ الحاكمين، والفصل: القضاء والحكم.