الآية رقم (71) - قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ

﴿وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾: أي أن نسلّم قياد أمرنا لله سبحانه وتعالى؛ لأنّ خالق الخلق هو الّذي يحدّد مهمّة الخلق، لماذا خُلق الإنسان؟ لماذا هو موجودٌ؟ هناك عالِم أمريكيّ أسلم اسمه جفري لانغ ألّف كتاباً، هذا الكتاب هو: حتّى الملائكة تسأل: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة]، حتّى الملائكة تسأل، أليس جديرٌ بالإنسان أن يسأل من أين أنا وُجدت؟ وما هي مهمّتي في هذه الحياة؟ وإلى أين سأعود وما هو المآل؟ هل وُجدنا صدفة؟ هل القمر والشّمس والهواء والماء والغيوم والشّجر والأرض والتّراب والبشر صدفة؟ هل نحن مخلوقون لغايةٍ؟ إذاً هناك أسئلةٌ كثيرةٌ يجب أن يفكّر بها الإنسان، وقد أرسل الله سبحانه وتعالى الرّسل الّذين جاؤوا بالكتب وأجابوا على هذه الأسئلة الّتي تراود عقول النّاس في كلّ زمانٍ، وكلّ الأنبياء قالوا: أسلمنا لربّ العالمين، أي نمتثل لأوامر الله عزَّ وجلّ.

قُلْ: الجملة مستأنفة

أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل، تعلق به الجار والمجرور والهمزة للاستفهام

اللَّهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه

ما: اسم موصول في محل نصب مفعول به

لا يَنْفَعُنا: فعل مضارع ونا مفعوله وفاعله مستتر والجملة صلة الموصول لا محل لها

وَلا يَضُرُّنا: عطف، وجملة أتدعو مقول القول،

وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا: مضارع مبني للمجهول، تعلق به الجار والمجرور ونائب الفاعل نحن والجملة معطوفة على جملة «أَنَدْعُوا» .

بَعْدَ: ظرف زمان متعلق بنرد.

إِذْ: ظرف لما مضى من الزمن، مبني على السكون في محل جر بالإضافة

هَدانَا اللَّهُ: فعل ماض ومفعوله ولفظ الجلالة فاعله، والجملة في محل جر بالإضافة

كَالَّذِي: الكاف اسم بمعنى مثل صفة لمفعول مطلق محذوف نرد رداً مثل رد الذي استهوته الشياطين، واسم الموصول في محل جر بالإضافة أو الكاف حرف جر واسم الموصول في محل جر بحرف الجر، وهما متعلقان بمحذوف صفة المفعول المطلق.

اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف المحذوفة والتاء للتأنيث، والهاء مفعول به، والشياطين فاعل، والجملة صلة الموصول لا محل لها

فِي الْأَرْضِ: متعلقان بحال محذوفة

حَيْرانَ: حال

لَهُ: متعلقان بخبر مقدم

أَصْحابٌ: مبتدأ مؤخر والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها

(يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى): في محل رفع صفة أصحاب. «ائْتِنا» فعل أمر مبني على حذف حرف العلة من آخره لأنه معتل الآخر أتى وفاعله ضمير مستتر تقديره أنت، ونا مفعوله، والجملة مقول القول لفعل محذوف تقديره يقولون ائتنا، والجملة المقدرة حالية

(قُلْ): بعدها مستأنفة لا محل لها

إِنَّ هُدَى اللَّهِ: إن واسمها والله لفظ الجلالة مضاف إليه

هُوَ: ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ

الْهُدَى: خبره

(هُوَ الْهُدى): في محل رفع خبر إن، وجملة إن هدى الله مقول القول.

وَأُمِرْنا: فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون، ونا ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل، والجملة معطوفة على جملة إن هدى الله

لِنُسْلِمَ: مضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بالفعل وأمرنا، أمرنا بالإسلام لرب العالمين.

لِرَبِّ: متعلقان بالفعل نسلم

الْعالَمِينَ: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.

أَنَدْعُوا: أنعبد.

ما لا يَنْفَعُنا: بعبادته.

وَلا يَضُرُّنا: بتركها وهو الأصنام.

وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا: نرجع مشركين، والمقصود بهذا التعبير كل رجوع وتحول مذموم.

اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ: أضلته وذهبت بعقله وهواه، وكانت العرب تزعم أن الجنون من تأثير الجن، وأن الجن تظهر لهم في القفار وتتلون بألوان مختلفة وتذهب بالعقل، فيهيم على وجهه حتى يهلك، وهذه الشياطين التي تتلون تسمى الغيلان والأغوال والسعالى.

حَيْرانَ: متحيرا تائها لا يدري أين يذهب.

لَهُ أَصْحابٌ: رفقة.

يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى: أي ليهدوه الطريق، يقولون له:ائْتِنا فلا يجيبهم فيهلك.

هُدَى اللَّهِ: هو الإسلام وما عداه ضلال.

لِنُسْلِمَ: بأن نسلم أو أمرنا كي نسلم، والإسلام: الإخلاص.