الآية رقم (71) - قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ

﴿قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا﴾: هذه دعوةٌ للعقل البشريّ، إن كنت تعبد صنماً أو وثناً أو شمساً أو قمراً أو تعبد إنساناً، فحاكم الأمر بعقلك، هل يضرّ أو ينفع؟ هذه الشّمس أو هذه الأوثان والأصنام الّتي عبدوها، هل كانت تقدّم لهم نفعاً أو تدفع عنهم ضرّاً؟

﴿وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا﴾: الردّ على العقب هو رجوعٌ خطوة إلى الوراء.

﴿كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا﴾: كأنّه ما بين أمرين، الشّيطان يدعوه لأن يهوي، وأصحاب الصّلاح يدعونه إلى الهدى، وعندما يتحدّث القرآن الكريم عن الشّيطان فهو من عالم الغيب، وهو كلّ شريرٍ مُفسدٍ من الجنّ، والله سبحانه وتعالى بيّن لنا بأنّ هناك مخلوقاتٍ تسمّى الجنّ، والمشكلة لدينا أنّنا نريد أن ندرك كلّ ما هو مخلوقٌ بحواسّنا، ولكن هذا يستحيل على الإنسان، لذلك ليس كلّ ما لا ندركه هو غير موجودٍ، هو موجودٌ حتّى لو لم ندركه، ويكفي أنّ الله سبحانه وتعالى أخبرنا بأنّ هناك خلقاً من خلقه يطلق عليهم الجنّ، فإذاً نحن نؤمن بما جاء في القرآن الكريم.

قُلْ: الجملة مستأنفة

أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل، تعلق به الجار والمجرور والهمزة للاستفهام

اللَّهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه

ما: اسم موصول في محل نصب مفعول به

لا يَنْفَعُنا: فعل مضارع ونا مفعوله وفاعله مستتر والجملة صلة الموصول لا محل لها

وَلا يَضُرُّنا: عطف، وجملة أتدعو مقول القول،

وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا: مضارع مبني للمجهول، تعلق به الجار والمجرور ونائب الفاعل نحن والجملة معطوفة على جملة «أَنَدْعُوا» .

بَعْدَ: ظرف زمان متعلق بنرد.

إِذْ: ظرف لما مضى من الزمن، مبني على السكون في محل جر بالإضافة

هَدانَا اللَّهُ: فعل ماض ومفعوله ولفظ الجلالة فاعله، والجملة في محل جر بالإضافة

كَالَّذِي: الكاف اسم بمعنى مثل صفة لمفعول مطلق محذوف نرد رداً مثل رد الذي استهوته الشياطين، واسم الموصول في محل جر بالإضافة أو الكاف حرف جر واسم الموصول في محل جر بحرف الجر، وهما متعلقان بمحذوف صفة المفعول المطلق.

اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف المحذوفة والتاء للتأنيث، والهاء مفعول به، والشياطين فاعل، والجملة صلة الموصول لا محل لها

فِي الْأَرْضِ: متعلقان بحال محذوفة

حَيْرانَ: حال

لَهُ: متعلقان بخبر مقدم

أَصْحابٌ: مبتدأ مؤخر والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها

(يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى): في محل رفع صفة أصحاب. «ائْتِنا» فعل أمر مبني على حذف حرف العلة من آخره لأنه معتل الآخر أتى وفاعله ضمير مستتر تقديره أنت، ونا مفعوله، والجملة مقول القول لفعل محذوف تقديره يقولون ائتنا، والجملة المقدرة حالية

(قُلْ): بعدها مستأنفة لا محل لها

إِنَّ هُدَى اللَّهِ: إن واسمها والله لفظ الجلالة مضاف إليه

هُوَ: ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ

الْهُدَى: خبره

(هُوَ الْهُدى): في محل رفع خبر إن، وجملة إن هدى الله مقول القول.

وَأُمِرْنا: فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون، ونا ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل، والجملة معطوفة على جملة إن هدى الله

لِنُسْلِمَ: مضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بالفعل وأمرنا، أمرنا بالإسلام لرب العالمين.

لِرَبِّ: متعلقان بالفعل نسلم

الْعالَمِينَ: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.

أَنَدْعُوا: أنعبد.

ما لا يَنْفَعُنا: بعبادته.

وَلا يَضُرُّنا: بتركها وهو الأصنام.

وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا: نرجع مشركين، والمقصود بهذا التعبير كل رجوع وتحول مذموم.

اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ: أضلته وذهبت بعقله وهواه، وكانت العرب تزعم أن الجنون من تأثير الجن، وأن الجن تظهر لهم في القفار وتتلون بألوان مختلفة وتذهب بالعقل، فيهيم على وجهه حتى يهلك، وهذه الشياطين التي تتلون تسمى الغيلان والأغوال والسعالى.

حَيْرانَ: متحيرا تائها لا يدري أين يذهب.

لَهُ أَصْحابٌ: رفقة.

يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى: أي ليهدوه الطريق، يقولون له:ائْتِنا فلا يجيبهم فيهلك.

هُدَى اللَّهِ: هو الإسلام وما عداه ضلال.

لِنُسْلِمَ: بأن نسلم أو أمرنا كي نسلم، والإسلام: الإخلاص.