الآية رقم (14) - قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ

﴿أَغَيْرَ﴾: الهمزة هنا همزة إنكار، مثال: أتسبُّ أباك؟! فأنت تُنكر على هذا الإنسان أنّه يسبُّ أباه، فهذه الهمزة استنكارٌ وليست همزة استفهامٍ.

﴿قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا﴾: استنكارٌ وتوبيخٌ ولومٌ، تستنكر أن يتّخذ النّاس وليّاً غير فاطر السّماوات والأرض.

﴿أَتَّخِذُ وَلِيًّا﴾: عندما تقول: وليي الله سبحانه وتعالى، فأنت تجعل أمرك بين يديّ الله جلّ وعلا، فهو سبحانه وتعالى لا يعتريه الأغيار، هو قويٌّ ويبقى قويّاً، وهو حيٌّ ويبقى حيّاً، وهو كريمٌ ويبقى كريماً، وهو قادرٌ ويبقى قادراً، فإن جعلت وليّاً غير الله سبحانه وتعالى قد يكون قويّاً وبعد ذلك يضعُف؛ لأنّه عالم أغيار، قد يكون غنيّاً وبعد ذلك يفتقر، قد يكون موجوداً وقد لا تجده في أيّ وقتٍ، فمن رحمة الله سبحانه وتعالى بخلقه بأنّه هو الوليّ، وجعل الإنسان يسلّم أمره له سبحانه وتعالى.

قُلْ: فعل أمر والفاعل أنت

أَغَيْرَ اللَّهِ: الهمزة للاستفهام، غير مفعول به مقدم للفعل المضارع «أَتَّخِذُ» والله لفظ الجلالة مضاف إليه،

أَتَّخِذُ وَلِيًّا: وليا مفعول به ثان منصوب بالفتحة، وجملة أتخذ مقول القول، وجملة قل مستأنفة لا محل لها

فاطِرِ: نعت أو بدل من الله

السَّماواتِ: مضاف إليه

وَالْأَرْضِ: عطف

وَهُوَ: الواو حالية، هو ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ والجملة الفعلية

يُطْعِمُ: في محل رفع خبره

وَلا يُطْعَمُ: الواو عاطفة ولا نافية ويطعم مضارع مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر والجملة معطوفة.

قُلْ: الجملة مستأنفة

إِنِّي أُمِرْتُ: إن حرف مشبه بالفعل والياء اسمها، أمرت: ماض مبني للمجهول مبني على السكون والتاء نائب فاعل والجملة في محل رفع خبر إن وجملة (إني أمرت) مقول القول.

أَنْ أَكُونَ: مضارع ناقص منصوب بأن، وأن والفعل الناقص في تأويل مصدر في محل جر بحرف الجر: وأمرت بكوني والجار والمجرور متعلقان بأمرت.

أَوَّلَ: خبر أكون واسمها ضمير مستتر تقديره أنا.

مَنْ: اسم موصول في محل جر بالإضافة

أَسْلَمَ: الجملة صلة الموصول لا محل لها.

وَلا تَكُونَنَّ: الواو عاطفة، لا ناهية جازمة.

تكونن: مضارع ناقص مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة في محل جزم بلا والجار والمجرور

مِنَ الْمُشْرِكِينَ: متعلقان بمحذوف خبر تكونن، والجملة مقول القول لفعل محذوف تقديره: وقيل لي: لا تكونن من المشركين.

وَلِيًّا: ناصرًا.

فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ: أي منشئهما ومبدعهما على غير مثال سابق.

يُطْعِمُ :يرزق.

وَلا يُطْعَمُ: لا يرزق أي هو الرازق لغيره ولا يرزقه أحد.