﴿أَعُوذُ﴾: ألجأ وأعتصم وأستجير.
والخطاب هنا للنّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، والـمُستَعاذ به هو ربّ الفلق تبارك وتعالى، وهناك أربعة أمورٍ نستعيذ من شرورها: ﴿مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾.
﴿الْفَلَقِ﴾: شقّ الشّيء وفصل بعضه عن بعضٍ.
وهو إمّا الصّبح الّذي يُفلَق نوره، أو يفلِق نورُه ظلمةَ اللّيل، والنّور هو أمّ الهداية، وفيه نسير على هدىً وبصيرةٍ، وإمّا أنّه ما ينفلق عنه الوجود والحياة، كقوله سبحانه وتعالى: ﴿إنَّ اللهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى﴾ [الأنعام: من الآية 95]، فربّ الفلق هو ربّ الوجود الّذي أبدع وخلق وذرأ وبرأ، وهو الأحقّ والأولى أن نستعيذ به ونلجأ إليه.