الآية رقم (40) - قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ

﴿قُلْ﴾: وجود هذه الكلمة دليلٌ على أمانة التّبليغ من النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، يأتي جبريل عليه السَّلام ويقول: ﴿قُلْ﴾، فيقول صلَّى الله عليه وسلَّم: ﴿قُلْ﴾، ولا يحذف كلمةً أو حرفاً من كتاب الله عزَّ وجلّ.

﴿قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ﴾: يوجد في جملة أرأيتكم استفهام وفعل وضمير، التّاء المفتوحة للمخاطب، أي معناها أخبروني عن حالكم إن كنتم في ضيقٍ، أو أتاكم عذابٌ من الله سبحانه وتعالى، أو أتتكم السّاعة بغتةً، فمَن تدعون؟ الإنسان عندما يفقد الأسباب فإنّه بشكلٍ طبيعيٍّ يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى، ويقول: يا ربّ، ﴿أَرَأَيْتُكُم أي أروني ماذا تفعلون.

﴿أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾: يضطرّ الإنسان في هذه اللّحظة أن يكون صادقاً؛ لأنّه يعلم بأنّه لا يضرّ وينفع إلّا الله عزَّ وجلّ، فبهذه اللّحظات لا تلجأ إلى الأسباب، لا تدعو اللّات، لا تدعو العزّى، لا تدعو الأصنام، لا تدعو الشّمس، لا تدعو البحر، لا تدعو العقل، لا تدعو إلّا الله تبارك وتعالى.

قُلْ: فعل أمر

أَرَأَيْتَكُمْ: أي أخبروني الهمزة للاستفهام رأيت فعل ماض مبني على السكون، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل، والكاف حرف خطاب، والميم للجمع ومفعولا رأيت محذوفان أي أرأيتم آلهتكم، هل تغني عنكم إن أتاكم عذاب الله؟ .. والجملة مقول القول،

إِنْ: شرطية جازمة

أَتاكُمْ: فعل ماض، والكاف مفعوله وهو في محل جزم فعل الشرط

عَذابُ: فاعله

اللَّهِ: مضاف إليه

أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ: عطف، وجواب إن محذوف والتقدير: فمن تدعون؟

أَغَيْرَ: الهمزة حرف استفهام، غير مفعول به مقدم

اللَّهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه

تَدْعُونَ: مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو فاعله، والجملة مستأنفة

إِنْ كُنْتُمْ: فعل ماض ناقص والتاء اسمها والميم للجمع

و صادِقِينَ: خبرها المنصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله: إن كنتم صادقين فادعوا آلهتكم.

أَرَأَيْتَكُمْ: أي أخبروني، وهو أسلوب عربي يفيد التعجب والاستغراب مما يأتي بعده

السَّاعَةُ: القيامة المشتملة على العذاب بغتة

إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ: في أن الأصنام تنفعكم فادعوها.