الآية رقم (26) - قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

(قُلِ): نقل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم القرآن بحرفيّته، ولم يحذف منه شيء، وهذا من إعجاز كتاب الله، ومن دقّة وصدق تبليغ سيّدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.

هناك مِلك ومُلك وملكوت، أمّا الملكوت فهو عالم الغيب، قال تعالى: (وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) [الأنعام].

(مَالِكَ الْمُلْكِ): يوجد مالك ويوجد مَلِك، المالك الّذي يملك الشّيء الشّخصيّ أو الفرديّ، أمّا الملك فهو يملك من يملك، يعني الّذي يملك البلاد يُسمّى ملكاً، أمّا المالك فهو مالك السّيّارة أو الثّوب.. لذلك في سورة (الفاتحة) يوجد قراءتان لكلمة: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)  [الفاتحة]، فتقرأ: (مالك يوم الدّين)، وتُقرأ: (ملك يوم الدين)؛ لأنّ الملكيّة الحصريّة ليوم الدّين هي لله، لا يستطيع أحدٌ أن يدّعي ملكيّتها؛ لذلك قال: مالك.

الله سبحانه وتعالى هو الّذي يملك الكلّ، فهو الملك المتصرّف بكلّ المخلوقات.

قُلِ: فعل أمر والفاعل أنت والجملة مستأنفة

اللَّهُمَّ: منادى مفرد علم بباء النداء المحذوفة المعوض عنها بالميم المشددة

مالِكَ: منادى أو بدل من اللهم وفيها أقوال غير ذلك

الْمُلْكِ: مضاف إليه

تُؤْتِي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء والفاعل أنت

الْمُلْكِ: مفعول به أول «مَنْ» اسم موصول مفعول به ثان

وجملة «تَشاءُ» صلة الموصول

وجملة «تُؤْتِي الْمُلْكَ … » في محل نصب حال من اللهم.

وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ: مضارع ومفعول به

ممن: متعلقان بتنزع والجملة معطوفة وجملة تشاء صلة الموصول.

«وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ، وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ» عطف

بِيَدِكَ: متعلقان بمحذوف خبر

الْخَيْرُ: مبتدأ والجملة مستأنفة

إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ: إن واسمها خبرها قدير

شيء: مضاف إليه والجار والمجرور متعلقان بقدير.

اللَّهُمَّ: أي يا الله.

الْمُلْكِ: السلطة والتصرف في الأمور.

تُؤْتِي: تعطي.

تَنْزِعُ: تقلع وتخلع.

مَنْ تَشاءُ: أي من خلقك.

وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ: بإيتائه.

وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ: بنزعه منه.

بِيَدِكَ الْخَيْرُ: بقدرتك الخير، أي والشرّ خلقًا وتقديرًا، لا كسبًا وعملًا.