الآية رقم (263) - قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ

(قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ): فإن أعطيت سائلاً صدقة وألحقتها بالمنّ والأذى والإساءة إلى من أعطيت، فالكلمة الطيّبة أفضل بكثير من العطاء الماليّ إذا كان معه أذى؛ لذلك قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلم: «اتّقوا النّار ولو بشقّ تمرة، فإن لم تجد فبكلمة طيّبة»([1])، إذاً المعروف ضدّه المنكر، والمعروف هو الشّيء الّذي ألفه النّاس وتعارفوا عليه، وهو الخير، والمنكر هو ما أنكرته النّفس البشريّة وهو الشّرّ، فالكلمة قد تكون سلاماً تداوي به الإنسان أكثر من أن تؤذيه بمالك، وذلك بأن تعطيه وتمنّ عليه.

(وَمَغْفِرَةٌ): ما علاقة المغفرة هنا؟ أشاع الإسلام القيم، أنت عندما تفعل الخير حتّى بالكلمة الطّيّبة أو بعفوك عن إنسان، (أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ) [النّور: من الآية 22]، هذا هو المعنى.

(وَاللَّهُ غَنِيٌّ): فالله سبحانه وتعالى غنيّ، طلب منك أن تنفق على خلقه وهو الّذي خلقك وخلقه وهو الّذي استدعاك واستدعاه فإذاً هو غنيّ عنك وعنه وطالما هو غنيّ عنك وعنه فإذاً أنت تتعامل مع غنيّ، قال عليه الصّلاة والسّلام: «أنفق بلال ولا تخشى من ذي العرش إقلالاً»([2]).

(حَلِيمٌ) : يعني أنّ الله سبحانه وتعالى يمهل لكنّه لا يهمل.


([1]) صحيح البخاريّ: كتاب الأدب، باب طيب الكلام، الحديث رقم (5677).
([2]) المعجم الكبير للطّبرانيّ: باب العين، عبد الله بن مسعود الهذليّ، الحديث رقم (10300).

قَوْلٌ: مبتدأ

مَعْرُوفٌ: صفة

وَمَغْفِرَةٌ: عطف على قول

خَيْرٌ: خبر المبتدأ

مِنْ صَدَقَةٍ: متعلقان بخبر

يَتْبَعُها أَذىً: فعل مضارع ومفعول به مقدم وفاعل مؤخر

وَاللَّهُ: الواو للاستئناف

وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ: لفظ الجلالة مبتدأ وغني حليم خبراه.

قَوْلٌ مَعْرُوفٌ: كلام حسن وردّ جميل على السائل.

وَمَغْفِرَةٌ: ستر وتجاوز لإلحاحه في السؤال وغيره.