﴿قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ﴾: لماذا الخسارة؟ الإنسان يعمل فيزيد رأس المال، فإذا نقص رأس المال نقص الرّبح فخسر العمل والرّبح معاً، والّذين كذّبوا بلقاء الله عزَّ وجلّ كلّ عملهم ذهب هباءً منثوراً، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا﴾ [الفرقان].
﴿حَتَّى﴾: جسرٌ ما بين شيئين، ما بين الدّنيا والآخرة.
﴿حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً﴾: لأنّ السّاعة ستأتي بغتةً، والسّاعة بالنّسبة لكلّ إنسانٍ قيامته، وساعته عند وفاته أقرب إليه من نفسه، وهو لا يعلم في أيّ لحظةٍ يأتي هذا الأجل فعندما يأتي الأجل فقد قامت قيامة الإنسان، وبالتّأكيد القيامة الكبرى عندما يقف النّاس لربّ العالمين، لكن الانتهاء من دور الحياة الدّنيا يكون في اللّحظات الّتي يموت فيها الإنسان في هذه الدّنيا لذلك قال الشّاعر:
نسير إلى الآجال في كلّ لحظةٍ |
وأعمارنا تُطوى وهنّ مراحل |
﴿قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا﴾: يومئذٍ يتحسّرون، ولكن لا يفيدهم تحسّرهم.
﴿وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ﴾: هذه الأوزار تتحوّل إلى أحمالٍ وأثقالٍ على ظهورهم.
﴿أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ﴾: ما يحملون.
وهم لا يحملون أوزارهم فقط، بل وأوزار من كانوا قدوتهم في هذا العمل، ومن كانوا قدوتهم في البعد عن الله عزَّ وجلّ وعن نهجه وعن سبيله وعن عطائه وعن رحمته.