وبما أنّ الله سبحانه وتعالى فتح علينا وأعطانا، وبيّن لنا وبعث إلينا الرّسول الّذي هو شعيب عليه السَّلام ، فنحن إذاً نفتري على الله الكذب إن عدنا في ملّتكم.
﴿وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا﴾: نحن لا نعود أبداً، ولكنّهم علّقوا الأمر بمشيئة الله سبحانه وتعالى؛ لأنّك تستطيع القول: أنا لن أعود إلى دينكم أبداً، لكنّ القلب كما قال رسول الله: «إنّ قلوب بني آدم كلّها بين إصبعين من أصابع الرّحمن كقلبٍ واحدٍ يصرّفه حيث يشاء»([1])، فأنت لا تضمن نفسك، لذلك عُلّقت بشرطٍ؛ أي بمشيئة الله سبحانه وتعالى. ﴿إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا﴾: أي لا نعود فيها إلّا بمشيئة الله سبحانه وتعالى.
﴿وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا﴾: علم الله سبحانه وتعالى وسع كلّ شيءٍ، فهو يعلم السّرّ وأخفى، ويعلم ما كان وما سيكون وما هو كائن.