﴿ قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا ﴾: يعدّون بشريّة الرّسل قَدْحاً في الرّسالة، فيعتقدون أنّه يجب أن يكون الرّسل من الملائكة، لكن كيف تتحقّق الرّسالة إذا لم يكُنْ الرّسول من البشر؟ فالرّسول يجب أن يكون أسوةً سلوكيّةً للنّاس، ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ﴾[الكهف: من الآية 110]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا﴾[الإسراء]، هذا أوّل ردٍّ عليهم.
﴿ وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ ﴾: دلّ على غبائهم في الأداء، فعجيبٌ منهم أنْ يعترفوا لله سبحانه وتعالى بصفة الرّحمة، وهم لا يؤمنون به، ومن مقتضيات هذه الرّحمة أنّه سبحانه وتعالى أرسل إليهم بشراً رسولاً.
﴿ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴾: أنتم تكذبون علينا.