الآية رقم (19) - قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ

﴿ طَائِرُكُمْ ﴾: يعني شؤمكم.

﴿ مَعَكُمْ ﴾: أي ملازم لكم.

﴿ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ ﴾: أئن ذُكِّرتم بالله سبحانه وتعالى وبمنهج خالقكم، وبما يُسعدكم في دنياكم تكون النّتيجة أنّكم تهدّدون الـمُذَكِّر لكم بالرّجم وبالعذاب الأليم، بدل أنْ تُعينوه وتتّبعوا ما جاءكم به.

﴿بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ﴾: أي متجاوزون للحدِّ؛ لأنّ الأمر بيننا وبينكم لم يخرج عن كونه مناظرةً كلاميّةً لم نتعدَّ فيها حدود البلاغ بأنّنا مُرْسَلون إليكم، فكانت النّتيجة أنْ قابلتم المناظرة الكلاميّة بهذا الفعل القاسي المسرف المتجاوز للحدِّ، حيث جمعتم علينا الرّجْم والعذاب الأليم.

«قالُوا» ماض وفاعله والجملة مستأنفة

«طائِرُكُمْ» مبتدأ والكاف مضاف إليه

«مَعَكُمْ» ظرف مكان متعلق بالخبر والكاف مضاف إليه والتطير عادة جاهلية فهم يرسلون طيرا فإذا ذهب نحو اليمين تفاءلوا وإن ذهب نحو الشمال تشاءموا وقد حرم الإسلام هذه العادة

«أَإِنْ» الهمزة للاستفهام وإن حرف شرط جازم

«ذُكِّرْتُمْ» ماض مبني للمجهول والتاء نائب فاعل وهو فعل الشرط وجوابه محذوف

«بَلْ» حرف إضراب وعطف

«أَنْتُمْ» مبتدأ

«قَوْمٌ» خبر

«مُسْرِفُونَ» صفة قوم مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم، والجملة معطوفة

قالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ قال قتادة: يقولون: إن أصابنا شر فهو بكم قالُوا طائِرُكُمْ مَعَكُمْ. ثم قال: أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ تطيرتم بنا؟ وقال غيره: طائركم معكم أين ذكرتم.
و «الطائر» هاهنا: العمل والرزق. يقول: هو في أعناقكم، ليس من شؤمنا. ومثله: وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ [سورة الإسراء آية: 13] . وقد ذكرناه فيما تقدم.