﴿قَالَ يَا قَوْمِ﴾: كلّف الحقّ تعالى نوحاً عليه السلام بالرّسالة وبإنذار قومه، وقد دعا نوح عليه السلام قومه كما دعا أيّ رسول قومه: ﴿قَالَ يَا قَوْمِ﴾، والقوم مجتمع أناس، وهم الجماعة.
﴿إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾: أي: نذير واضح لا يحتمل اللّبس، ونحن نلحظ أنّ همزة (إنّ) في إحدى قراءتي الآية تكون مكسورة، وفي قراءة أخرى تكون مفتوحة، أمّا في القراءة بالكسر فتعني أنّ نوحاً عليه السلام قد جاء بالرّسالة فبلّغ قومه وقال: ﴿إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾، وأمّا القراءة الأخرى فتعني أنّ الرّسالة هي: (أنّي لكم نذيرٌ مُبينٌ)، فكأنّ القراءة الأولى تعني الرّواية عن قصّة البلاغ، والقراءة الثّانية تُحدِّد مضمون الرّسالة: ﴿إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾.
﴿نَذِيرٌ﴾: النّذير: هو مَن يُخبِر بشرٍّ لم يأت وقته بعد، حتّى يستعدّ السّامع لملاقاته، والإنذار إنّما يكون للعاصي أو الكافر، أمّا المؤمن فله البشارة.