الآية رقم (37) - قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ

﴿قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيَكُمَا﴾: أبدى لهم بعض المعجزات الّتي تحدث معه، فهو لم يجبهم على الرّؤيا، إنّما قال: قبل أن يأتيكم الطّعام أعرف ما هو الطّعام الّذي سيأتي.

﴿ذَٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي﴾: وجد سيّدنا يوسف عليه السّلام نفسه في السّجن مع مجموعةٍ كبيرةٍ، فبدأ يدعو إلى الله سبحانه وتعالى، فلفتهم إلى ربّه جلَّ جلاله.

﴿إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ﴾: وهؤلاء السّجناء من هؤلاء القوم، لكنّه أدباً لـمّح بهم ولم يُصرّح.

﴿مِلَّةَ قَوْمٍ﴾: دين قومٍ.

﴿لَّا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ﴾: لا يؤمنون؛ أي أنتم لا تؤمنون بالله سبحانه وتعالى ولا باليوم الآخر.

«لا يَأْتِيكُما طَعامٌ»: لا نافية يأتيكما مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والكاف مفعوله المقدم.

«طَعامٌ»: فاعل مؤخر والجملة مقول القول.

«تُرْزَقانِهِ»: مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والألف نائب فاعل والهاء مفعوله والجملة صفة لطعام .

«إِلَّا»: أداة حصر.

«نَبَّأْتُكُما»: فعل ماض والتاء فاعله والكاف مفعوله والميم والألف للتثنية والجملة حالية.

«بِتَأْوِيلِهِ»: متعلقان بنبأتكما.

«قَبْلَ»: ظرف زمان متعلق بنبأتكما.

«أَنْ»: ناصبة.

«يَأْتِيكُما»: مضارع منصوب بأن والكاف مفعوله وفاعله مستتر وأن وما بعدها في تأويل المصدر في محل جر بالإضافة.

«ذلِكُما»: ذا اسم إشارة مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب والميم والألف للتثنية.

«مِمَّا»: من حرف جر وما موصولية متعلقان بالخبر المحذوف والجملة مستأنفة.

«عَلَّمَنِي رَبِّي»: ماض والنون للوقاية والياء مفعوله المقدم وربي فاعل والياء مضاف إليه والجملة صلة.

«إِنِّي»: إن واسمها والجملة مستأنفة.

«تَرَكْتُ»: ماض وفاعله والجملة خبر.

«مِلَّةَ»: مفعول به.

«قَوْمٍ»: مضاف إليه.

«لا يُؤْمِنُونَ»: لا نافية ومضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة صفة لقوم.

«بِاللَّهِ»: متعلقان بيؤمنون.

«وَهُمْ»: الواو عاطفة وهم مبتدأ.

«بِالْآخِرَةِ»: متعلقان بكافرون.

«هُمْ»: ضمير فصل.

«كافِرُونَ»: خبر والجملة معطوفة.

قال: لهما مخبرا أنه عالم بتعبير الرؤيا.

تُرْزَقانِهِ: في منامكما.

نَبَّأْتُكُما بِتَأْوِيلِهِ: في اليقظة أي بتفسيره الذي يؤول إليه في الواقع.

قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُما: تأويله ويتحقق المراد منه، كأنه أراد أن يدعوهما إلى التوحيد، ويرشدهما إلى الطريق القويم، قبل أن يجيبهما على سؤالهما.
ذلِكُما: أي ذلك التأويل.

مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي: بالإلهام والوحي، وليس من قبيل التكهن أو التنجيم، وهذا أيضا فيه حثّ على إيمانهما ثم قواه بقوله:

إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ دين قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ، وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ هم: تأكيد كفرهم بالآخرة، وهذا تعليل لما قبله، أي علمني ذلك لأني تركت ملة أولئك.