قالوا لهودٍ عليه السَّلام، لكن ما الفارق بين هذه الآية وبين ما قاله قوم نوحٍ؟ ﴿قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ﴾، قلنا: الملأ هم الّذين يملؤون العيون، وهم أشراف القوم ووجوههم، وهنا أضاف: ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا﴾؛ لوجود إيمانٍ قبلهم من أيّام سيّدنا نوح عليه السَّلام، بينما سيّدنا نوح عليه السَّلام كان يدعو ولا يؤمن أحدٌ.
﴿إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ﴾: هناك قالوا لسيّدنا نوح عليه السَّلام: ﴿إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾، ما الفارق بينهما؟ الضّلال: الباطل ومجانبة الحقّ، أي نراك مجانباً للحقّ، أمّا السّفاهة فهي طيشٌ وجهلٌ، فهم قالوا لهود عليه السَّلام: إنّك طائشٌ وجاهلٌ.
﴿وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾: أي نعتقد أنّك كاذب.