اعترفا بذنبهما فدخلا باب التّوبة، وكأنّه تدريبٌ على أنّه يوجد أوامر ونواهٍ وحلالٌ وحرامٌ وخطأٌ وصوابٌ، وباب التّوبة مفتوحٌ، فمن أراد أن يتوب ويعود ويصلح فكأنّه لا ذنب له.
﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا﴾: اعترفا أنّهما ظلما أنفسهما كليهما.
﴿وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا﴾: تغفر لنا ما أخطأنا وما أذنبنا.
﴿وَتَرْحَمْنَا﴾: ينجو الإنسان برحمة الله سبحانه وتعالى وليس فقط بمغفرة الذّنوب.
﴿لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾: اعترف آدم وحوّاء مباشرةً بالمعصية، واعترفا بالذّنب وتابا منه، فالله سبحانه وتعالى علّمهما الحلال وعلّمهما الحرام وعلّمهما التّوبة.
ما هو الفارق بين معصية إبليس وبين معصية آدم وحوّاء؟ ولماذا قَبِل الله سبحانه وتعالى من آدم وحواء وفتح لهما باب التّوبة ولم يقبل من إبليس ولم يفتح له باب التّوبة؟ الجواب: لأنّ إبليس لـمّا عصى أبى واستكبر على الله سبحانه وتعالى قائلاً: ﴿أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ﴾ [ص: من الآية 76]، قارن بينه وبين آدم، وردّ الحكم على الله سبحانه وتعالى، أمّا آدم وحوّاء فاعترفا بذنبهما وقالا مباشرةً: ﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا﴾، فأبواب التّوبة تفتح للمعترف بذنبه.