الآية رقم (14) - قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ

(قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ): الله سبحانه وتعالى ليس بحاجةٍ أن يُعذّبهم بأيدي المؤمنين، فهو قادرٌ على أن يُنزل عليهم عذاباً من السّماء ويُريح المؤمنين منهم، لكنّ سنّة الله سبحانه وتعالى في خلقه أن يكون هناك أسبابٌ في الدّنيا، لذلك طلب إعداد القوّة لإرهاب الأعداء، ثمّ يقول: (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) لكنّه سبحانه وتعالى يطلب الأخذ بالأسباب.

(وَيُخْزِهِمْ): الخزي؛ أي الفضيحة؛ لأنّ بعضهم كأبي جهل والوليد وغيرهم الخزي بالنّسبة لهم كالعذاب بل أشدّ.

(وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ): كعبد الله بن مسعود وسيّدنا بلال وغيرهم من المؤمنين الأوائل الّذين عُذّبوا وكانت صدورهم مجروحةً من كثرة العذاب والإيلام فشفى الله سبحانه وتعالى هذه الصّدور من خلال موقعة بدر.


([1]) سنن التّرمذيّ: كتاب صفة القيامة والرّقائق والورع عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، الحديث رقم (2516).

قاتِلُوهُمْ: فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والهاء مفعوله.

يُعَذِّبْهُمُ: مضارع مجزوم لأنه جواب الأمر، والهاء مفعوله

اللَّهُ: لفظ الجلالة فاعله.

بِأَيْدِيكُمْ: أيديكم اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة المقدرة على الياء والكاف في محل جر بالإضافة. والميم علامة جمع الذكور. والجار والمجرور متعلقان بالفعل، والجملة لا محل لها جواب شرط لم يقترن بالفاء أو بإذا الفجائية.

وَيُخْزِهِمْ: مضارع معطوف على يعذبهم مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة وهو الياء، والهاء مفعول به، والجملة معطوفة. وكذلك جملة «يَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ» وجملة «يَشْفِ صُدُورَ» .

وَيَشْفِ: مضارع مجزوم بحذف حرف العلة

صُدُورَ: مفعول به

قَوْمٍ: مضاف إليه.

مُؤْمِنِينَ: صفة للقوم مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم.

يُعَذِّبْهُمُ: اللَّهُ يقتلهم.

وَيُخْزِهِمْ: يذلهم بالأسر والقهر.