الآية رقم (4) - فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ

سبب النّزول: أخرج ابن الـمُنذر عن ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما في قولِه: ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ﴾، قالَ: نزلت في المنافقين، كانوا يُراؤون المؤمنين بصلاتهم إذا حضروا، ويتركونها إذا غابوا، ويمنعونهم العارية؛ أي الشّيء الـمُستعار.

﴿فَوَيْلٌ﴾: خزيٌ وعذابٌ وهلاكٌ.

هذا تهديدٌ موجّهٌ لمن دخل بالفعل في زمرة المصلّين الّذين يؤمنون بالله سبحانه وتعالى  ويؤدّون العبادات والشّعائر بالشّكل الظّاهر فقط، أمّا في القلوب فليس هناك خشوعٌ ولا إيمانٌ ولا امتثالٌ، شرح لنا ذلك الحديث الشّريف عندما صلّى أحدهم أمام رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فأدّى شكل الصّلاة في المسجد النّبويّ، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم دخل المسجد فدخل رجلٌ فصلّى فسلّم على النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم فردّ وقال: «ارجع فصلّ، فإنّك لم تصلّ»، فرجع يصلّي كما صلّى، ثمّ جاء فسلّم على النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: «ارجع فصلِّ، فإنّك لم تصلِّ»، ثلاثاً([1])، فليست الصّلاة بالشّكل فقط بل بالمضمون، هنا المولى تعالى يُهدّد الّذي يقوم بالصّلاة ويسهو عن حقيقتها؛ لأنّ الصّلاة هي عماد الدّين من أقامها فقد أقام الدّين ومن تركها فقد هدم الدّين.

 


(([1] صحيح البخاريّ: كتاب صفة الصّلاة، باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصّلوات كلّها في الحضر والسّفر وما يجهر فيها وما يخافت، الحديث رقم (724).

فَوَيْلٌ: الفاء للسببية

ويل: مبتدأ

لِلْمُصَلِّينَ: خبر المبتدأ.

﴿فَوَيْلٌ﴾: خزيٌ وعذابٌ وهلاكٌ.