﴿فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ﴾: الوسواس: هو صوت الحليّ، أي الصّوت الّذي يغري بهمسٍ؛ لأنّ الحلال والتّصرّف الصّحيح لا يحتاج إلى همسٍ، بينما الوسوسة همسٌ مثل وسوسة الذّهب.
﴿لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا﴾: سوءة: أي عورة الإنسان، فهل وسوس الشّيطان لهما من أجل ذلك؟ الجواب: هو وسوس من أجل الإغواء والمعصية فقط؛ لأنّه أخذ على نفسه هذا العهد عندما قال: ﴿أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون﴾َ [الأعراف: من الآية 14]، واللّام في قوله سبحانه وتعالى: ﴿لِيُبْدِيَ﴾، هي لام المآل وليست لام التّعليل، أي أنّه وسوس لهما فكانت نتيجة هذه الوسوسة أن بدت سوءاتهما، كلّ هذا في جنّة التّدريب وسوس لهما الشّيطان فكانت النّتيجة: ﴿فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ﴾
[طه]، دخل على آدم وحواء من مدخلين، وهذان المدخلان موجودان إلى الآن في الدّنيا، وهما أساس المعاصي كلّها: ﴿وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ﴾: النّاس كلّهم يبحثون عن الخلد ويتمنّون عدم الموت ويبحثون عن الملك، مُلك المال والمناصب، فقال لهما: إذا أكلتما من هذه الشّجرة فستصبحان ملكين أو تصبحان من الخالدين، فكانت الوسوسة والإغراء بالمعصية بهاتين الطّريقتين، لتعلم أنّها كانت جنّة تدريب.