الآية رقم (251) - فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ

مباشرة سنّة النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم ونذكر دعاء الخليل إبراهيم جدّ داود وجدّ الأنبياء وجدّ النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم هو وسيّدنا إسماعيل عندما كانا يرفعان القواعد من البيت: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [البقرة]، وقوله سبحانه وتعالى: (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا) [الأحزاب]،  أي سنّة النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم.

إذاً آتاه الله الـمُلك وآتاه الله الحكمة وعلمه ممّا يشاء وسخّر له الجنّ وسخّر له الطّير وألان له الحديد.

(وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ): لهذه الآية آية شبيهة بها في سورة (الحجّ): (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا) [الحجّ: من الآية 40]؛   ما معنى الدّفع؟ الدّفع هو الردّ، الآية (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ) لأنّ النّاس مختلفون، ولهم حريّة الاختيار بين الإيمان وبين الكفر، بين الطّغيان وبين العدل، بين الإحسان وبين القتل، بين الخير وبين الشّرّ، وبين الحقّ وبين الباطل، الله جلّ وعلا يدفع هؤلاء بهؤلاء، ولولا ذلك لفسدت الأرض، يدفع الظّلم بالعدل، يدفع الباطل بالحقّ

فَهَزَمُوهُمْ: الفاء عاطفة هزموهم فعل ماض وفاعل ومفعول به

بِإِذْنِ: متعلقان بالفعل قبلهما

اللَّهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه والجملة معطوفة على جملة محذوفة التقدير، تقاتل الجيشان فهزموهم

وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ: فعل ماض وفاعل ومفعول به.

وَآتاهُ: فعل ماض ومفعوله.

اللَّهِ: لفظ الجلالة فاعله.

الْمُلْكَ: مفعول به.

وَالْحِكْمَةَ: عطف على الملك والجملة معطوفة

وَعَلَّمَهُ: فعل ماض ومفعوله

مِمَّا: متعلقان بعلمه

يَشاءُ: مضارع والجملة صلة الموصول

وَلَوْلا: الواو استئنافية لولا حرف شرط غير جازم

دَفْعُ: مبتدأ

اللَّهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه

النَّاسَ: مفعول به للمصدر

بَعْضَهُمْ: بعض بدل من الناس

بِبَعْضٍ: متعلقان بدفع.

لَفَسَدَتِ: اللام واقعة في جواب لولا

فسدت الْأَرْضُ: فعل ماض وفاعل والجملة لا محل لها جواب لولا

وَلكِنَّ اللَّهَ: لكن ولفظ الجلالة اسمها

ذُو: خبرها مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الخمسة

فَضْلٍ: مضاف إليه

عَلَى الْعالَمِينَ: اسم مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والجار والمجرور متعلقان بفضل وجملة

وَلكِنَّ اللَّهَ: استئنافية.

وَآتاهُ: أي داود الْمُلْكَ في بني إسرائيل وَالْحِكْمَةَ النبوة بعد موت شموئيل (صموئيل) وطالوت، ولم يجتمع الملك والنبوة لأحد قبل

داود، وعليه نزل الزبور، كما قال تعالى:(وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً) [النساء 4/ 163] .

(وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشاءُ) [البقرة 2/ 251] كصنعة الدروع

كما قال تعالى: (وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ، لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ) [الأنبياء 21/ 80] ومعرفة منطق الطير

كما قال تعالى: (عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ) [النمل 27/ 16] وفصل الخصومات

لقوله تعالى: (وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ) [ص 38/ 20] .