مباشرة سنّة النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم ونذكر دعاء الخليل إبراهيم جدّ داود وجدّ الأنبياء وجدّ النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم هو وسيّدنا إسماعيل عندما كانا يرفعان القواعد من البيت: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [البقرة]، وقوله سبحانه وتعالى: (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا) [الأحزاب]، أي سنّة النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم.
إذاً آتاه الله الـمُلك وآتاه الله الحكمة وعلمه ممّا يشاء وسخّر له الجنّ وسخّر له الطّير وألان له الحديد.
(وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ): لهذه الآية آية شبيهة بها في سورة (الحجّ): (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا) [الحجّ: من الآية 40]؛ ما معنى الدّفع؟ الدّفع هو الردّ، الآية (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ) لأنّ النّاس مختلفون، ولهم حريّة الاختيار بين الإيمان وبين الكفر، بين الطّغيان وبين العدل، بين الإحسان وبين القتل، بين الخير وبين الشّرّ، وبين الحقّ وبين الباطل، الله جلّ وعلا يدفع هؤلاء بهؤلاء، ولولا ذلك لفسدت الأرض، يدفع الظّلم بالعدل، يدفع الباطل بالحقّ