بعضهم مؤمنون، وهذا قانون صيانة الاحتمال؛ لأنّ كعب الأحبار وعبد الله بن سلام من اليهود لكنّهم أسلموا وآمنوا وكانوا مع النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم.
﴿وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ﴾: انظر لهذا التّقريع وهذا الوعيد، فهم لم يكتفوا بعدم الإيمان، بل وصدّوا عن رسالة سيّدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وكلّ ما يجري من جرائم وقتلٍ، هو للصدّ عن هذه الرّسالة، رسالة الرّحمة، وللصّدّ عن سبيل الله، وهذا منذ زمن اليهود في المدينة المنوّرة حتّى هذه اللّحظة، ففي كتاب الله سبحانه وتعالى مساحةٌ واسعةٌ تتعلّق بشعب بني إسرائيل وبموسى عليه السلام، الّذي هو أكثر الأنبياء ذكراً في القرآن الكريم، شيخ أنبياء بني إسرائيل. لماذا؟ لأنّنا يجب أن نعلم جميعاً أنّ بلاء الأمم من شعب بني إسرائيل حتّى هذه اللّحظة.
﴿وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا﴾: هو تهديدٌ ووعيدٌ لأولئك الّذين وقفوا في وجه الرّسالات السّماويّة الّتي هي إشعار الخير للبشريّة جمعاء.