الآية رقم (17) - فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ

كيف يمكن للرّسول ﷺ أن يكذب على الله جل جلاله، وهو لم يكذب عليهم في حياته وأموره معهم، وقد جرّبوا ذلك؟ إنّ الّذي لم يكذب في أوّل حياته ليس من المعقول أن يكذب في كبره.

﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا﴾: عندما يكذب الكاذب يفعل ذلك ليدلّس على الّذين أمامه، فهل يكذب أحدٌ على من يعرف الأمور على حقيقتها وهو الله سبحانه وتعالى؟ لا أحد قادرٌ على ذلك، ومن يكذب على البشر المساوين له يظلمهم، لكن الأظلم منه هو من يكذب على الله سبحانه وتعالى ويقول: هذا من عند الله عز وجل.

﴿افْتَرَى﴾: الافتراء: هو كذبٌ متعمّدٌ، فمن الجائز أن يقول الإنسان قضيّةً يعتقد أنّها واقعةٌ بإخبار من يثق به، ثمّ يتبيّن بعد ذلك أنّها غير واقعةٍ، فهذا كذبٌ لكنّه غير متعمّدٍ.

﴿أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ﴾: أي بحججه ورسله وآيات كتابه.

     ﴿ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ﴾: لم يحدّد مَن المجرم، بل ترك الحكم للسّامع، كأن تقول لإنسانٍ في قضيّةٍ بينك وبينه: احكم أنت، فعندما تفوّض هذا الإنسان بالحكم فإنّه لن يصل إلّا لما تريد.

«فَمَنْ»: الفاء استئنافية ومن اسم استفهام مبتدأ.

«أَظْلَمُ»: خبر والجملة مستأنفة.

«مِمَّنِ»: من اسم موصول في محل جر بمن المدغمة بها ومتعلقان بأظلم.

«افْتَرى»: ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل مستتر والجملة صلة.

«عَلَى اللَّهِ»: متعلقان بافترى.

«كَذِباً»: مفعول به.

«أَوْ»: عاطفة.

«كَذَّبَ»: ماض فاعله مستتر والجملة معطوفة.

«بِآياتِهِ»: متعلقان بكذب والجملة معطوفة.

«إِنَّهُ»: إن واسمها والجملة مستأنفة.

«لا»: نافية.

«يُفْلِحُ»: مضارع مرفوع.

«الْمُجْرِمُونَ»: فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والجملة خبر إن.

فَمَنْ أَظْلَمُ: أي لا أحد.

افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً: بنسبة الشريك إليه.

أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ: القرآن فكفر بها. إِنَّهُ أي الشأن.

لا يُفْلِحُ: لا يسعد.

الْمُجْرِمُونَ: المشركون.