الآية رقم (31) - فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَرًا إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ

﴿فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ﴾: عندما تداول النّسوة في المدينة الخبر وصل الأمر إلى امرأة العزيز، فأرادت أن تقطع عليهنّ الطّريق.

﴿أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ﴾: دعت النّساء إلى داخل قصر العزيز، وجلست معهنّ.

﴿وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً﴾: أي مكانًا يَتَّكئ عليه الإنسان، ويجلس فيه مرتاحًا.

﴿وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا﴾: وقدّمت لهنّ كما نفهم من السّياق القرآنيّ فاكهةً وسكينًا لتقطيعها.

 ﴿وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ﴾: طلبت من يوسف عليه السّلام أن يدخل، وهو عبدٌ عندها، فدخل سيّدنا يوسف.

﴿فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ﴾: عندما دخل عليه السّلام ورأينه بهذا الحُسْن وهذه الطّلعة البهيّة انبهرن انبهارًا كبيرًا.

﴿وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ﴾: من شدّة انبهارهنّ بجمال سيّدنا يوسف عليه السّلام قطّعن أيديهنّ؛ أي جرحن أيديهنّ.

﴿وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ﴾: قلن: ليس من المعقول أن يكون بشرًا، بل هذا مَلَكٌ كريمٌ.

«فَلَمَّا»: الفاء استئنافية ولما حينية ظرف زمان.

«سَمِعَتْ»: ماض والتاء للتأنيث والفاعل مستتر والجملة مضاف إليه.

«بِمَكْرِهِنَّ»: متعلقان بسمعت والهاء مضاف إليه.

«أَرْسَلَتْ»: ماض فاعله مستتر والتاء للتأنيث.

«إِلَيْهِنَّ»: متعلقان بأرسلت.

«وَأَعْتَدَتْ»: معطوف على أرسلت.

«لَهُنَّ»: متعلقان بأعتدت.

«مُتَّكَأً»” مفعول به.

«وَآتَتْ»: الواو عاطفة وماض والتاء للتأنيث والفاعل مستتر والجملة معطوفة.

«كُلَّ»: مفعول به أول.

«واحِدَةٍ»: مضاف إليه.

«مِنْهُنَّ»: متعلقان بمحذوف صفة.

«سِكِّيناً»: مفعول به ثان.

«وَقالَتِ»: معطوف على آتت.

«اخْرُجْ»: أمر فاعله مستتر.

«عَلَيْهِنَّ»: متعلقان باخرج.

«فَلَمَّا»: الفاء عاطفة ولما الحينية.

«رَأَيْنَهُ»: ماض مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة والنون فاعل والهاء مفعول به والجملة مضاف إليه.

«أَكْبَرْنَهُ»: إعرابه مثل رأينه ماض والنون فاعله والهاء مفعوله.

«وَقَطَّعْنَ»: الواو عاطفة وماض ونون النسوة فاعل.

«أَيْدِيَهُنَّ»: مفعول به والهاء مضاف إليه والجملة معطوفة.

«وَقُلْنَ»: ماض والنون فاعله والجملة معطوفة.

«حاشَ»: ماض فاعله مستتر.

«لِلَّهِ»: متعلقان بحاش.

«ما هذا»: ما نافية تعمل عمل ليس واسم الإشارة اسمها.

«بَشَراً»: خبرها والجملة وما قبلها مقول القول.

«إِنْ»: حرف نفي.

«هذا»: الها للتنبيه وذا اسم إشارة مبتدأ.

«إِلَّا»: أداة حصر.

«مَلَكٌ»: خبر.

«كَرِيمٌ»: صفة لملك والجملة مقول القول.

فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ: باغتيابهن لها، وإنما سمي مكرا لأنهن أخفينه كما يخفي الماكر مكره، ولأنهن أردن إغضابها لتعرض عليهن يوسف، فيفزن بمشاهدته.

وَأَعْتَدَتْ: أعدّت وهيأت لهن.

مُتَّكَأً: ما يتكئن عليه من الوسائد في مكان يجلسن فيه متكئين. وقيل: المتكأ: طعام يقطع السكين للاتكاء عنده، وهو الأترج.

وَآتَتْ: أعطت.

وَقالَتِ ليوسف.

أَكْبَرْنَهُ: أعظمنه.

وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ: جرحن أيديهن بالسكاكين، ولم يشعرن بالألم لشغل قلبهن بيوسف، ودهشتهن من جماله الرائع.

وَقُلْنَ: حاشَ لِلَّهِ: تنزيها لله من صفات العجز، وتعجبا من قدرته على خلق مثله.

ما هذا بَشَراً: أي ما يوسف من جنس البشر لأن هذا الجمال غير معهود للبشر.

إِنْ هذا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ: ما هذا إلا ملك، لما حواه من الحسن الفائق، جاء في الحديث: «أنه أعطي شطر الحسن»
أو لما جمع الله له من الجمال الرائق والكمال الفائق والعصمة البالغة التي هي من خواص الملائكة.