﴿فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ﴾: الجبّ: البئر، فلمّا أصبحوا في الصّحراء ووصلوا إلى البئر، أخذوا يوسف وشدّوا عنه قميصه؛ أي خلعوه، ثمّ رموه في غياهب البئر، فأخذ يوسف يصرخ، لكنّهم لم يجيبوه، ثمّ أخذوا القميص وذهبوا، وعين الله سبحانه وتعالى لا تنام، فهي الّتي تكلأ وتحرس وتحمي.
﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَٰذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾: ألقى الله سبحانه وتعالى في قلبه الهدوء؛ أي إنّك ناجٍ يا يوسف، وإنّك ستخرج وستلاقي هؤلاء الإخوة وستُنبِئُهم بأمرهم هذا وهم لا يعرفون أنّك يوسف، وقد تحقّق هذا الكلام بعد أربعين عاماً، فهذه أوّل محنةٍ من المحن الّتي وقعت ليوسف الطّفل الصّغير، وهي محنة الجبّ.