الآية رقم (15) - فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ

﴿فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ﴾: الجبّ: البئر، فلمّا أصبحوا في الصّحراء ووصلوا إلى البئر، أخذوا يوسف وشدّوا عنه قميصه؛ أي خلعوه، ثمّ رموه في غياهب البئر، فأخذ يوسف يصرخ، لكنّهم لم يجيبوه، ثمّ أخذوا القميص وذهبوا، وعين الله سبحانه وتعالى لا تنام، فهي الّتي تكلأ وتحرس وتحمي.

﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَٰذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾: ألقى الله سبحانه وتعالى في قلبه الهدوء؛ أي إنّك ناجٍ يا يوسف، وإنّك ستخرج وستلاقي هؤلاء الإخوة وستُنبِئُهم بأمرهم هذا وهم لا يعرفون أنّك يوسف، وقد تحقّق هذا الكلام بعد أربعين عاماً، فهذه أوّل محنةٍ من المحن الّتي وقعت ليوسف الطّفل الصّغير، وهي محنة الجبّ.

«فَلَمَّا»: الفاء استئنافية ولما الحينية شرطية ظرف زمان.

«ذَهَبُوا»: ماض وفاعله والجملة مضاف إليه.

«بِهِ»: متعلقان بذهبوا.

«وَأَجْمَعُوا»: الواو عاطفة وماض وفاعله والجملة معطوفة.

«أَنْ»: ناصبة.

«يَجْعَلُوهُ»: مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون والواو فاعله والهاء مفعوله والجملة في محل نصب مفعول به.

«فِي غَيابَتِ»: متعلقان بيجعلوا.

«الْجُبِّ»: مضاف إليه.

«وَأَوْحَيْنا»: الواو زائدة وماض ونا فاعله والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم.

«إِلَيْهِ»: متعلقان بأوحينا.

«لَتُنَبِّئَنَّهُمْ»: اللام واقعة في جواب قسم محذوف ومضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والهاء مفعول به.

«بِأَمْرِهِمْ»: متعلقان بتنبئنهم والهاء مضاف إليه.

«هذا»: الها للتنبيه وذا اسم إشارة في محل جر صفة لأمرهم.

«وَهُمْ»: الواو حالية وهم مبتدأ والجملة في محل نصب على الحال.

«لا»: نافية.

«يَشْعُرُونَ»: مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة خبر.

وَأَجْمَعُوا: أي وعزموا على إلقائه في البئر: بئر بيت المقدس أو بئر بأرض الأردن أو بين مصر ومدين، بأن نزعوا قميصه بعد ضربه وإهانته وإرادة قتله، وأدلوه إلى البئر، فلما وصل إلى نصف البئر، ألقوه ليموت، فسقط في الماء، ثم أوى إلى صخرة، فنادوه فأجابهم ظانا رحمتهم، فأرادوا رضخه بصخرة، فمنعهم يهوذا.

وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ: في البئر، أي ألهمناه، وله سبع عشرة سنة أو دونها تطمينا لقلبه.

لَتُنَبِّئَنَّهُمْ: لتخبرنهم بعد اليوم.

بِأَمْرِهِمْ: بصنيعهم.

وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ: بك حال الإنباء أنك يوسف، لعلو شأنك وبعده عن أوهامهم.