عندما عرف أنّهم كفروا بما جاء به رغم كلّ الآيات الدّالّة على صدقه، قال: من ينصرني منكم لله؟
(قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ): الحواريّون: هم من ناصروا الله وناصروا السّيّد المسيح عليه السلام، والمعنى اللّغويّ: وجههم نضر أبيض من نور الإيمان.
(آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ): إيماننا بالله سبحانه وتعالى دليل على أنّنا أنصاره، ونتّبع أوامره أي آمنّا بالله، وطلبوا من عيسى عليه السلام أن يشهد عليهم بأنّهم مسلمون.
كلّ الأديان الّتي جاءت من لدن آدم إلى خاتم الأنبياء والرّسل هي دين الإسلام، أمّا الشّريعة الإسلاميّة فهي الّتي جاءت بالقرآن الكريم وعلى يدي النّبيّ محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم، والدّليل هذه الآية الّتي تقول: (وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) فنحن أمام وحدة المواكب الإيمانيّة، ولكن قد يقول قائل: طالما أنّ الكتب السّماويّة تأتي بنفس الأمور المتعلّقة بالجنّة والنّار والحساب والعقاب والقصص والتّاريخ، فلماذا هناك إنجيل وتوراة وقرآن وزبور وصحف إبراهيم؟ لماذا لا تكون كتاباً واحداً؟ الجواب: أنّه في كلّ فترة زمنيّة يتطوّر العقل البشريّ، وتختلف مساحة الزّمن والمكان والبيئة بالنّسبة لدعوة الأنبياء، فتختلف الشّرائع، فلا بدّ من شريعة تواكب التّطوّر حتّى تأتي الشّريعة الخاتمة الّتي تستوعب كلّ الزّمان والمكان، والّتي تشمل كلّ الرّسالات والأنبياء، كالقرآن الكريم الّذي ختم الله سبحانه وتعالى به الكتب السّماويّة، إذاً الأحكام المتعلّقة بالبشر هي الّتي تختلف من رسالة إلى أخرى، أمّا العقيدة والإخبار والبيان من الله تبارك وتعالى فيما يتعلّق بالأنبياء الّذين سبقوا، أو بالأحداث الّتي سبقت فكلّها واحدة