﴿فَسَوَّاهَا﴾: أي فسوّى الدّمدمة بهم وعمّهم بها صغيرهم وكبيرهم، فسوّى بينهم بالعذاب.
وقد حدّثنا الحقّ سبحانه وتعالى عن عذاب قوم ثمود فقال جلّ وعلا: ﴿فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ﴾ [الحاقّة]، وقال جلَّ جلاله : ﴿وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ * كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْدًا لِّثَمُودَ﴾ [هود]، فتارةً يسمّي الحقّ عذابهم بالطّاغية، وتارةً يسمّيه بالصّيحة، أو يسمّيه الرّجفة: ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ﴾ [الأعراف]، ﴿فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ﴾ [فصّلت]، إذاً هي عذاباتٌ؛ صاعقةٌ، صيحةٌ، رجفةٌ، وطاغيةٌ، لذلك قال سبحانه وتعالى: ﴿فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ﴾ إنّه عذابٌ مدمدمٌ مُزلزلٌ صاعقٌ جعل كلّ إنسانٍ منهم يموت على حاله الّتي هو فيها، فهو عذابٌ طاغٍ أوقف قلوبهم على الفور، وشلّ أركانهم، لذلك قال سبحانه وتعالى: ﴿فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ﴾ [الأعراف: من الآية 78].