﴿فَعَقَرُوهَا﴾: جاءت بصيغة الجمع، فهل اشتركت القبيلة كلّها في عقرها أو التّسعة فقط، أو عقرها واحدٌ منهم فقط وهو قدار بن سالف كما جاء في الرّوايات، ووافقه الجميع على ذلك؟ الّذي عقرها شخصٌ واحدٌ، لكن اجتمع رأيهم جميعاً على هذا، فاشتركوا بالإثم.
والعقر: هو ضرب قوائم النّاقة، حيث تقع النّاقة على الأرض ثمّ تُنحر، ولا يفعل ذلك إلّا متمرّسٌ على هذا، لذلك قال سبحانه وتعالى: ﴿فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ﴾ [القمر].
﴿فَدَمْدَمَ﴾: دمدم؛ أي أرجف الأرض بهم، ومعنى الرّجفة في اللّغة: الحركة، حيث أطبق الله سبحانه وتعالى عليهم العذاب فأهلكهم استئصالاً.
﴿بِذَنبِهِمْ﴾: فالله سبحانه وتعالى أخذهم بذنبهم وبما اقترفوه، فقد كذّبوا برسولهم صالح عليه السَّلام والله سبحانه وتعالى ليس بظلّام للعبيد، فهو سبحانه يقول: ﴿فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ﴾ [الأعراف: من الآية 39].