الآية رقم (5) - فَقَدْ كَذَّبُواْ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنبَاء مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ

إذاً ثلاث مراحل: إعراضٌ وتكذيبٌ واستهزاءٌ، وهذه نراها حتّى الآن في كلّ وقتٍ وفي كلّ حينٍ، فعندما يرى المشكّكون الآيات البيّنات الواضحات، والدّلائل العلميّة القاطعة

أوّلاً: يُعرضون

ثانياً: يكذّبون

ثالثاً: يستهزئون

عندما لا يستطيعون النّقاش ولا الحوار يصلون إلى مرحلة الاستهزاء بالإيمان، وهذا ما بيّنه المولى سبحانه وتعالى فيما جرى مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ﴿فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنبَاء مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ﴾: سوف يأتي أنباء ما كانوا به يستهزئون في يوم الحساب، واليوم الّذي تُنشر فيه الصّحف، كما قال جلَّ جلاله: ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾ [الشّعراء: من الآية 227].

فَقَدْ: الفاء استئنافية. قد حرف تحقيق

كَذَّبُوا بِالْحَقِّ: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور والواو فاعله

لَمَّا جاءَهُمْ: لما ظرفية حينية مبنية على السكون وجملة جاءهم في محل جر بالإضافة.

فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ: سوف حرف استقبال، يأتيهم فعل مضارع والهاء مفعوله والجملة مستأنفة

أَنْباءُ: فاعل مرفوع

ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ: ما اسم موصول في محل جر بالإضافة وجملة كانوا صلة الموصول وجملة يستهزئون في محل نصب خبر كانوا.

بِالْحَقِّ: القرآن أو دين الله الذي جاء به محمد صلّى الله عليه وسلّم مشتملاً على العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق. والحق في الأصل: الأمر الثابت المتحقّق في نفسه.

أَنْباء: أخبار، والمراد هنا عواقب استهزائهم، والأنباء: ما تضمّن القرآن من وعد بنصر الله لرسله، ووعيد لأعدائه بالهزيمة في الدّنيا والعذاب في الآخرة.