فقدرنا على خلقه وتصويره في أحسن تقويم، وأحسن هيئة، ونصبنا ظهره، فلا يسير على أربعٍ كالدّوابّ، فجاءت هنا: ﴿فَقَدَرْنَا﴾ من القدرة، لذلك ناسب أن يأتي بعدها: ﴿فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ﴾، ولكنّ بعضهم قرأ هذه الكلمة بتشديد الدّال: (فَقَدَّرْنَا)، من التّقدير، مثل قوله تعالى: ﴿وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ﴾ [يس: من الآية 39]، واستحسن بعض العلماء قراءة: ﴿فَقَدَرْنَا﴾ من القدرة؛ لأنّ الله تعالى قال بعدها: ﴿فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ﴾، ولم يقل: المقدِّرون، ولكن كلاهما محتمل، فإنّ من يُقَدرِّ الشّيء ويخلقه على هيئة حسنة، فهو قادرٌ بقدرته، وقادرٌ بتقديره وعلمه.
«فَقَدَرْنا» ماض وفاعله والجملة معطوفة على ما قبلها.
«فَنِعْمَ» ماض لإنشاء المدح
«الْقادِرُونَ» فاعله والجملة معطوفة على ما قبلها.