الآية رقم (16) - فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا

والمثال الواضح العظيم كيف أنّ فرعون عصى واستكبر وقال: أنا ربّكم الأعلى، فأخذه الله نكال الآخرة والأولى، وقد عصى فرعونُ موسى عليه السلام فأغرقه الله تعالى في البحر.

﴿وَبِيلًا﴾: شديداً ثقيلاً، فيه وبال.

الحقّ تعالى هنا يُخوِّف كفّار مكّة من عاقبة كفرهم وتكذيبهم في الدّنيا، فأعطى لهم مثلاً ممّا حدث لفرعون الّذي لم يؤمن برسول الله إليه، وهو موسى ومعه هارون رسولاً أيضاً عليهما السلام، وكلمة فرعون ليست اسماً لشخص، بل هو توصيف لوظيفة، وكان لقب كلّ حاكم لمصر قديماً هو (فرعون)، ونحن نعلم مِن التّاريخ أنّ الأسر الحاكمة توالت وكانوا فراعنة يحكمون مصر، ويضطهدون النّاس حتّى أرسل الله تعالى موسى وهارون عليهما السلام إلى فرعون، وقال لهما: ﴿اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾[طه].