الآية رقم (30) - فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ

الهداية من الله سبحانه وتعالى ليست لفريقٍ واحدٍ، وإنّما للنّاس جميعاً، ولكن هذه هداية الدّلالة الّتي يدلّ بها المولى سبحانه وتعالى العباد على الطّريق السّويّ المستقيم، يقول سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ [الإسراء: من الآية 9]، إذاً هو يهدي النّاس كلّهم، ولكن الّذي يأخذ بهداية الدّلالة ويستعين بالله سبحانه وتعالى ليسير في طريق الاستقامة تأتيه هداية المعونة من الله عزَّ وجلّ، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ﴾ [محمّد]، وقوله سبحانه وتعالى هنا: ﴿فَرِيقًا هَدَىٰ﴾، هذه هداية المعونة؛ لأنّها لفريقٍ دون فريقٍ، أعانهم الله سبحانه وتعالى؛ لأنّهم اختاروا الطّريق الصّحيح والسّليم ﴿وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ﴾؛ لأنّهم: ﴿اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ﴾، المشكلة ليست فقط بأنّهم اتّخذوا الشّياطين أولياء وأخذوا بطريق المعاصي والشّهوات، ولكنّهم مع ذلك يحسبون أنّهم مهتدون وأنّهم يسيرون في الطّريق الصّحيح.

فَرِيقاً: مفعول به مقدم للفعل «هَدى» .

وجملة (فَرِيقاً هَدى): في محل نصب حال أي هاديا فريقا ومضلا فريقا.

وَفَرِيقاً: مفعول به لفعل محذوف تقديره وأضل والجملة معطوفة

وجملة (حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ): في محل نصب صفة لفريق.

إِنَّهُمُ: إن والهاء اسمها.

اتَّخَذُوا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ: فعل ماض وفاعله ومفعولاه.

مِنْ دُونِ: متعلقان بمحذوف صفة أولياء والجملة خبر إن

وجملة (إِنَّهُمُ): تعليلية لا محل لها من الإعراب.

وَيَحْسَبُونَ: مضارع مرفوع والجملة معطوفة

أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ: أن واسمها وخبرها سدت مسد مفعولي يحسبون.

فرِيقًا:منكم

هَدَى: اللّه، أي: وفقهم للهداية، ويسر لهم أسبابها، وصرف عنهم موانعها.

وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ: وجبت عليهم الضلالة بما تسببوا لأنفسهم وعملوا بأسباب الغواية.

إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ: فحين انسلخوا من ولاية الرحمن، واستحبوا ولاية الشيطان، حصل لهم النصيب الوافر من الخذلان، ووكلوا إلى أنفسهم فخسروا أشد الخسران.

وَهم يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ: لأنهم انقلبت عليهم الحقائق، فظنوا الباطل حقاً والحق باطلاً