إذاً هو مؤمنٌ بالله سبحانه وتعالى وبأصل الدّعوة إليه جلَّ جلاله ، لكن في سلوكه ضعفٌ وتشكيكٌ، وهذا لأنّه يغفل عن المنهج، وصورة الجزاء عنده باهتةٌ بيوم الآخرة، ولو استحضر صورة العذاب ما تجرّأ على أن يُخالف المنهج أو يقوم بمعصيةٍ، عن الحارث بن مالك رضي الله عنه: أنّه مرّ برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقال له: «كيف أصبحت يا حارثة؟»، قال: أصبحت مؤمناً حقّاً، قال: «انظر ما تقول، إنّ لكلّ حقٍّ حقيقةً، فما حقيقة إيمانك؟»، قال: عزفت نفسي عن الدّنيا، وكأنّي أنظر إلى عرش ربّي بارزاً، وكأنّي أنظر إلى أهل الجنّة يتزاورون فيها، وكأنّي أنظر إلى أهل النّار يتضاغون فيها، قال: «يا حارثة، عرفت فالزم» قالها ثلاثاً([1])، فهنا نجد أنّ الصّحابيّ رضي الله عنه وصف إيمانه بالحقّ، وهذه مسألةٌ كبيرةٌ، فأراد رسول الله : أن ينبّه إلى خطورة هذا الجواب، وأنّ الكلام لا يُطلق هكذا.
فَذلِكَ: الفاء الفصيحة واسم الإشارة مبتدأ
الَّذِي: خبره والجملة جواب شرط مقدر لا محل لها.
يَدُعُّ: مضارع فاعله مستتر
الْيَتِيمَ: مفعول به والجملة صلة.
يَدُعُّ الْيَتِيمَ: أي يدفعه بعنف عن حقه، ويزجره زجرا عنيفا، كما في قوله تعالى: (يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا) [الطور 52/ 13] .