الآية رقم (21) - فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ

الهاء في ﴿فَجَعَلْنَاهُ﴾؛ أي: فصيّرناه، وسهّلنا له طريقاً يصل به هذا الماء المهين -وهو النّطفة- إلى الرّحم، ليتحقّق به مراد الله عز وجل من خلق الإنسان، وسمّى الله تعالى رحم المرأة بـ ﴿قَرَارٍ مَكِينٍ﴾؛ لأنّ فيه تستقرّ نطفة الرّجل بعد تلقيح بويضة المرأة تسعة أشهر، أو أقلّ، أو أكثر، فهو مكانٌ محصَّن، جعله الله تعالى صالحاً لاستقرار النّطفة الّتي تصبح علقة، ثمّ مضغة، ثمّ تصبح عظاماً، ثمّ تُكسى العظام اللّحم، ثمّ ينشئه الله تعالى خلقاً آخر، فيخلق له السّمع والبصر.

﴿قَرَارٍ﴾: يعني مستقرّ تستقرّ فيه النّطفة، وهو الرّحم، خلقه الله تعالى على هذه الهيئة، فحصّنه بعظام الحوض، وجعله مُعَدّاً لاستقبال هذه النّطفة والحفاظ عليها.

«فَجَعَلْناهُ» الفاء حرف عطف وماض وفاعله ومفعوله

«فِي قَرارٍ» متعلقان بالفعل

«مَكِينٍ» صفة والجملة معطوفة على ما قبلها.