﴿نَكَالاً﴾ النّكال: هو العقوبة الشّديدة، وهذه العقوبة كانت أشدّ العقوبات؛ لأنّها جاءت بعد كلّ ما شاهدناه من معاصيهم، وبعد كلّ المراحل الّتي مرّ بها بنو إسرائيل، كانت هذه العقوبة حصيلة كلّ ما فعلوه من عصيان، وموعظة لكلّ المتّقين. والنّكول: هو الرّجوع، أي كي ترجع عن تلك الجريمة ولا تعود إليها مرّة أخرى.
ولا عقوبة إلّا بتجريم، ولا تجريم إلّا بنصّ، وهذا مبدأ قانونيّ، أي لا بدّ من وجود نصّ ينصّ على أنّ من فعل جريمة كذا فعقوبته كذا، والقرآن الكريم وضع العقوبات ليمنع وقوع الجريمة، وليس من أجل العقوبة، أي حين وضع تبارك وتعالى حدّ القطع ليد السّارق فمن أجل الرّدع والمنع، وليس من أجل القطع.
والّذين يحاولون تشويه الإسلام وأحكامه يستغلّون هذه المبادئ، ويشكّكون في قضيّة العقوبات في الإسلام، وهي في حقيقتها رادعة لمنع وقوع الجرائم.
﴿لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا﴾: أي حين يرونها في وقت وقوعها، أي: تحويلهم خلقاً وخلُقاً إلى قردة وخنازير فهم رأوا تلك العقوبة.
﴿وَمَا خَلْفَهَا﴾: أي لما بعدها.
وحتّى في زمن النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان هناك اليهود الّذين اعتدوا ومكروا وتآمروا مع المشركين على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم والمسلمين.
﴿وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ﴾: فهي موعظة لكلّ المتّقين عبر كلّ زمان ومكان، وأهل كلّ الأديان.
وليست العبرة بخصوص السّبب بل بعموم المعنى.