الآية رقم (37) - فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ

(رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ): هذا النّذر الّذي نذرته قَبِله الله سبحانه تعالى برضا، هذا هو القبول الحسن.

(وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا): كيف يتمّ الإنبات؟ يتمّ أوّلاً بالسّقية المباركة وبالتّدريج، إذاً أنبتها الله سبحانه وتعالى نباتاً حسناً من لدنه، فكانت رعاية السّيّدة مريم من دون أسباب، بل من المسبّب مباشرة.

(وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا): هنا أوّل بروز لاسم زكريّا عليه السَّلام في القرآن الكريم، وهو أحد أنبياء بني إسرائيل، وهو زوج خالة السّيّدة مريم، فهو من كفلها؛ لأنّه كان هناك عادة في ذلك الوقت بموضوع الكفالة، اختصموا من سيكفلها وكفلها زكريّا، كما سيمرّ معنا: (وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ) [آل عمران: من الآية 44].

فَتَقَبَّلَها رَبُّها: الفاء عاطفة وفعل ماض ومفعول به وربها فاعل وقرئ بالنصب على النداء أي تقبلها يا ربها

بِقَبُولٍ: متعلقان بتقبل

حَسَنٍ: صفة.

وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً: فعل ماض ومفعول به ونباتا مفعول مطلق

حَسَناً: صفة.

وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا: فعل ماض والهاء مفعوله الأول وزكريا مفعوله الثاني والفاعل مستتر تقديره الله والجملة معطوفة

كُلَّما: ظرف متعلق بالجواب وهو فعل وجد وجملة «دَخَلَ» في محل جر بالإضافة

دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ: فعل ماض وفاعل ومفعول به والجار والمجرور متعلقان بدخل

وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً: فعل ماض والفاعل هو ومفعوله والظرف متعلق بوجد أو بحال محذوفة من رزقا. والجملة جواب شرط غير جازم.

قالَ: فعل ماض فاعله مستتر

يا مَرْيَمُ: منادى مفرد علم مبني على الضم

أَنَّى: اسم استفهام في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف خبر

لَكِ: متعلقان بمحذوف خبر «هذا» اسم إشارة مبتدأ والجملة مقول القول

قالَتْ: الجملة مستأنفة

هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ: هو مبتدأ من عند متعلقان بمحذوف خبر ولفظ الجلالة مضاف إليه

إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ: إن ولفظ الجلالة اسمها وجملة يرزق خبرها من اسم موصول مفعول به وجملة يشاء صلة الموصول لا محل لها

بِغَيْرِ حِسابٍ: متعلقان بيرزق

الجملة «إِنَّ اللَّهَ … » استئنافية.

وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً: رباها بما يصلح أحوالها.

وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا: جعل زكريا كافلاً لها.

وزكريا: من ولد سليمان بن داود عليهما السلام.

الْمِحْرابَ: الغرفة وهي أشرف المجالس، وتسمَّى عند أهل الكتاب بالمذبح: وهي مقصورة في مقدم المعبد، ذات باب يصعد إليه

بسلم ذي درجات قليلة يكون من فيه محجوبا عمن في المعبد.

أَنَّى لَكِ هذا: من أين لك هذا، والزمان زمان قحط وجدب.

مِنْ عِنْدِ اللَّهِ: يأتيني به من الجنة.

بِغَيْرِ حِسابٍ: أي بغير عدّ ولا إحصاء لكثرته، فهو رزق واسع بلا تبعة