﴿يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ﴾: القائل هو عبد الله بن أبيّ ابن سلول رأس النّفاق، والدّائرة: أي المصائب والبلايا.
﴿فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ﴾: عسى: تستخدم بمعنى الرّجاء، وعندما تأتي من القادر سبحانه وتعالى فالأمر يكون محقّقاً، معناها أن الفتح سيأتي، فأنت كإنسان تقول: عسى أن يأتي فلان، وعسى أن أفعل كذا، وقد لا أستطيع أن أفعل، أمّا القادر الّذي يستطيع أن يفعل إذا قال: ﴿فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ﴾ فهو رجاءٌ محقّقٌ. والفتح: هو حكم الله سبحانه وتعالى بيننا وبينهم.
﴿أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾: فعندما يأتي حكم الله سبحانه وتعالى الّذي يكشف نفاقهم، ويأتي بخذلانهم ونصرة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم والمؤمنين فعندها يصبحون على ما أسرّوا نادمين، ليس خشية من الله عزَّ وجل؛ ولكن لأنّهم يريدون المصلحة، فهم يخشون أن تصيبهم الدّوائر، فإذا جاءت المصلحة عند الرّسول صلّى الله عليه وسلّم وعند المسلمين فعندها يندمون وينكشفون.