الآية رقم (52) - فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ

﴿يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ﴾: القائل هو عبد الله بن أبيّ ابن سلول رأس النّفاق، والدّائرة: أي المصائب والبلايا.

﴿فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ﴾: عسى: تستخدم بمعنى الرّجاء، وعندما تأتي من القادر سبحانه وتعالى فالأمر يكون محقّقاً، معناها أن الفتح سيأتي، فأنت كإنسان تقول: عسى أن يأتي فلان، وعسى أن أفعل كذا، وقد لا أستطيع أن أفعل، أمّا القادر الّذي يستطيع أن يفعل إذا قال: ﴿فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ﴾ فهو رجاءٌ محقّقٌ. والفتح: هو حكم الله سبحانه وتعالى بيننا وبينهم.

﴿أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾: فعندما يأتي حكم الله سبحانه وتعالى الّذي يكشف نفاقهم، ويأتي بخذلانهم ونصرة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم والمؤمنين فعندها يصبحون على ما أسرّوا نادمين، ليس خشية من الله عزَّ وجل؛ ولكن لأنّهم يريدون المصلحة، فهم يخشون أن تصيبهم الدّوائر، فإذا جاءت المصلحة عند الرّسول صلّى الله عليه وسلّم وعند المسلمين فعندها يندمون وينكشفون.

فَتَرَى الَّذِينَ: فعل مضارع واسم الموصول مفعوله والجملة مستأنفة بعد الفاء

فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ: الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ مرض والجملة صلة الموصول لا محل لها

يُسارِعُونَ فِيهِمْ: فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور فيهم والواو فاعله والجملة في محل نصب حال

يَقُولُونَ: مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله

نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ: تصيبنا مضارع منصوب ونا مفعوله ودائرة فاعله والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب مفعول به للفعل نخشى وجملة نخشى في محل نصب مفعول به مقول القول وجملة يقولون في محل نصب حال

فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ: عسى فعل ماض ناقص مبني على الفتحة المقدرة على الألف ولفظ الجلالة الله اسمها والمصدر المؤول من أن والفعل بعدها خبرها وبالفتح متعلقان بيأتي

أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ: أمر عطف على الفتح ومن عنده متعلقان بمحذوف صفة أمر وجملة عسى استئنافية.

فَيُصْبِحُوا عَلى ما أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نادِمِينَ: الفاء سببية ويصبحوا مضارع ناقص منصوب بأن المضمرة بعد الفاء والواو اسمها ونادمين خبرها تعلق به الجار والمجرور «عَلى ما» .

أَسَرُّوا: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور في أنفسهم

(أَسَرُّوا): صلة الموصول لا محل لها.

فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ: أي أن إيمانهم ضعيف معتل غير صحيح، بسبب الشك والنفاق.

يُسارِعُونَ: في موالاتهم.

يَقُولُونَ: معتذرين عنها دائِرَةٌ يدور بها الدهر علينا من مصيبة، كجدب أو هزيمة وغلبة.

بِالْفَتْحِ: بالنصر لنبيه بإظهار دينه وفتح البلاد وغير ذلك.

أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ: يفتضح المنافقين.

فَيُصْبِحُوا عَلى ما أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ: من الشك وموالاة الكفار نادمين.