الآية رقم (5) - فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا

الرّياح إذا كانت عاصفة شديدة قويّة قلعت الأشجار وهدمت المنازل، حينها يحصل خوف للعباد في قلوبهم فيلجؤون إلى الله عز وجل، ويذكرونه؛ لذلك صارت تلك الرّياح كأنّها ألقت الذّكر والمعرفة في القلوب عند هبوبها.

والرّياح تظهر بها النّعم، إذ تسوق النّعم بسوقها للسّحب المحمّلة بالماء، فتكون خيراً ونماءً لقوم عطشت أرضهم، فيكون اهتزاز أرضهم خضراً، فيذكرون نعمة الله تعالى عليهم.

نلاحظ أنّ الحقّ تعالى ذكر عدّة كلمات ممّا هي في آيات سورة المرسلات الّتي معناها ممّا يكون حجّة لمن ساق الآيات في الرّياح:

فقوله تعالى: ﴿وَالْمُرْسَلَاتِ﴾، وكلمة (بشراً) من قراءة مَنْ قرأها: (والنّاشرات بشراً)، ثمّ هي: ﴿فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا﴾، فتترك أثراً فيمن يرى آية الله تعالى في هذا، فيذكر الله تعالى ويسبّحه على ما أنعم به.