﴿فَٱلۡتَقَطَهُۥٓ ءَالُ فِرۡعَوۡنَ﴾: اللَّقطُ واللُّقطة: أن تجد شيئاً دون طلب له، ومنه اللّقيط، وهو الطّفل الرّضيع تجده في الطّريق دون قَصْد منك أو بحث، وكذلك كان الأمر مع التّابوت الّذي وُضِع فيه موسى عليه السلام، فقد جاءَ آلَ فرعون وهم جلوس لم يَسْعَوْا إليه، ولم يطلبوه، فما أنْ رأوه أخذوه، لكن ما علّة التقاطه؟ الزّوجة قالت: ﴿قُرَّتُ عَيۡنٍ لِّي وَلَكَۖ﴾ [القصص: من الآية 9]، وقالت في حيثيّة أخرى: ﴿عَسَىٰٓ أَن يَنفَعَنَآ أَوۡ نَتَّخِذَهُۥ وَلَداً﴾[القصص: من الآية 9]، فلم يكن لهم بنون، فأرادوه أخاً للبنت.
﴿لِيَكُونَ لَهُمۡ عَدُوّاً﴾: اللّام هنا في: ﴿لِيَكُونَ﴾ ليست لام التّعليل، إنّما لام العاقبة، يعني: كان يفكّر لشيء، فجاءت العاقبة بشيء آخر.
﴿وَحَزَنًا﴾: يعني حُزْن، مثل: عَدَم وعُدْم، وسَقَم وسُقْم، وبَخَل وبُخْل، فالمعنى يأتي بالصّيغتين.
﴿إِنَّ فِرۡعَوۡنَ وَهَٰمَٰنَ وَجُنُودَهُمَا كَانُواْ خَٰطِـِٔينَ﴾: هم خاطئون؛ لأنّ تصرّفاتهم لا تتناسب مع ما عرفوه من أمر الوليد، فلم يُقدِّروا المسائل، ولم يستنبطوا العواقب، وكان عليهم أن يشكُّوا في أمر طفل جاء على هذه الحالة، فلا بُدَّ أنّ أهله قصدوا نجاته من يد فرعون.