الآية رقم (195) - فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ

﴿مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى: يوجد مساواة؛ لأنّ الأنثى ليست مهيضة الجناح بالحقوق، المرأة مكرّمة مصونة، ونحن الآن في ختام سورة (آل عمران) سنأتي مباشرة لسورة (النّساء) وستجدون في آياتها حقوق المرأة في الإسلام.

﴿بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ: هناك حقوق وواجبات ومسؤوليّات، وهناك مساواة بالنّسبة للرّجل والمرأة بتكامل الأدوار الّتي خلق الله سبحانه وتعالى كلّ من الرّجل والمرأة لها: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ[الحجرات]، فلا يقولنّ قائل: إنّ الرّجل مفضّل على المرأة، أو إنّ المرأة مفضّلة، التّفضيل بين الرّجل والمرأة وبين النّاس جميعاً إنّما يكون بالأعمال الصّالحة، وإنّما يكون بالتّقوى.

﴿فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ:  إذاً هناك من هو في المقدّمة، هؤلاء هم المهاجرون الأوائل الّذين أُخرجوا من ديارهم وهاجروا من مكّة إلى المدينة، وقد أُخرجوا من ديارهم قسراً.

فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ: الفاء للاستئناف والفعل الماضي تعلق به الجار والمجرور وربهم فاعله والجملة استئنافية

أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ: أن واسمها وجملة لا أضيع خبرها ومنكم متعلقان بمحذوف صفة عامل وأن وما بعدها في تأويل مصدر في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان باستجاب

مِنْ ذَكَرٍ: متعلقان بمحذوف صفة عامل أو بدل

أَوْ أُنْثى: عطف

بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ: مبتدأ والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبره والجملة معترضة أو مستأنفة

فَالَّذِينَ هاجَرُوا: الفاء استئنافية الذين اسم موصول مبتدأ وجملة هاجروا صلته

وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ: فعل ماض مبني للمجهول ونائب فاعله والجار والمجرور متعلقان بالفعل والجملة معطوفة ومثلها جملة «وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي» «وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا»: معطوفة

لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ: اللام واقعة في جواب القسم أكفرن فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة وفاعله مستتر وتعلق بالفعل الجار والمجرور وسيئاتهم مفعوله المنصوب بالكسرة والجملة جواب القسم لا محل لها والقسم وجوابه خبر المبتدأ الذين

وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ: عطف على لأكفرن.

جَنَّاتٍ: اسم منصوب بنزع الخافض وجملة «تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ» صفة

ثَواباً: مفعول مطلق أو حال أو تمييز

مِنْ عِنْدِ اللَّهِ: متعلقان بمحذوف صفة لثوابا ولفظ الجلالة مضاف إليه

وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ: الله لفظ الجلالة مبتدأ عنده ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر المبتدأ حسن والجملة الاسمية خبر الله.

فَاسْتَجابَ: أجاب دعاءهم

لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ: أي لا أترك ثوابه.

بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ: أي بعضكم كائن من بعض أي الذكور من الإناث وبالعكس، والجملة مؤكدة لما قبلها، أي سواء في المجازاة

بالأعمال وترك تضييعها.

فَالَّذِينَ هاجَرُوا: أي في مبدأ الإسلام من مكة إلى المدينة.

فِي سَبِيلِي: أي بسبب ديني وطاعتي وعبادتي.

لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ: أسترها بالمغفرة.

ثَواباً: مصدر مؤكد من معنى لأكفرن.

مِنْ عِنْدِ اللَّهِ: فيه التفات عن التكلم.

حُسْنُ الثَّوابِ: الجزاء.